21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

116<br />

ويُشرح ‏.في هذا المكان مارس البروتستانت فريضة العشاء الرباني الول مرة في فرنس ا.‏ ومن هذه الكنيسة<br />

الصغيرة خرج كثيرون من المبشرين االمناء.‏ }{249.1 GC<br />

ومرة أخرى عاد كلفن الى باريس . كان ال يزال متعلقا بهذا االمل وهو ان فرنسا كأمة ستقبل االصالح . لكنه<br />

وجد كل باب من أبواب العمل مغلقا تقريب ا.‏ فكونه يعلّ‏ ‏ِّم الناس االنجيل معناه انه يسير في اقصر الطرق الى الموت<br />

احتراقا،‏ ولذلك قرر أخيرا أن يرحل الى الماني ا.‏ وما أن ترك فرنسا حتى هبت على البروتستانت عاصفة هائلة<br />

بحيث أنه لو بقي لكان مصيره القتل كغيره.‏ }{249.2 GC<br />

ان المصلحين ا لفرنسيين اذ كانوا يتوقون الى ان يروا بالدهم سائرة قدما في طريق االصالح كالمانيا وسويسرا<br />

عولوا على أن يضربوا ضربة جريئة ضد خرافات روما توقظ االمة كله ا.‏ ولذلك فقد كُتبت اعالنات في ليلة<br />

واحدة تهاجم القداس وأرسلت بالبريد الى كل انحاء فرنس ا.‏ لكنّ‏ هذه الحركة الغيورة والطائشة في الوقت نفسه بدال<br />

من أن تعمل على تقدم االصالح جلبت الدمار ليس على مروجيها فحسب بل على كل أصدقاء االصالح في كل<br />

أرجاء فرنس ا.‏ فلقد أعطت البابويين ما كانوا يبتغونه،‏ أي حجة لطلب اهالك الهراطقة هالكا تاما لكونهم مهيجين<br />

خطرين على استقرار العرش وسالم االمة.‏ }{249.3 GC<br />

وبيد خفية — لم يُعلم اذا كانت يد صديق طائش أو عدو محتال — ألصق أحد الناس تلك االعالنات على باب<br />

مقصورة الملك الخاصة . وقد امتأل قلب الملك رعب ا.‏ ففي هذا االعالن هاجمت يد قاسية الخراف ات التي ظل<br />

الناس يوقرونها اجياال طويلة . وهذه الجرأة التي ال مثيل لها،‏ جرأة التطفل بهذه االقوال الصريحة المفزعة في<br />

حضرة الملك،‏ أثارت غضبه.‏ ففي ذهوله ظل بعض الوقت مرتعدا وهو صامت وحينئذ عبر عن اهتياجه وغضبه<br />

بهذه الكلمات:‏ ‏”ليقبض على كل من يُشك في أنهم لوثريون من دون تمييز . اني سأستأصلهم جميعا“‏ )٢٠٣(. وهكذا<br />

قُضى االمر اذ عزم الملك على أن يلقي بنفسه الى جانب روما.‏ }{250.1 GC<br />

حكم ارهابي<br />

اتخذت االجراءات في الحال للقبض على كل اتباع لوثر في باريس . وكان صانع فقير من معتنقي االيمان المصل<br />

ح معتادا أن يدعو المؤمنين لحضور االجتماعات التي كانت تعقد في الخفاء،‏ فقبض عليه وهُدد بالقتل في الحال حرقا<br />

بالنار اذا لم يرشد مبعوث البابا الى بيت كل بروتستانتي في المدينة . فارتجف رعبا أمام ذلك االقتراح الدنيء،‏ لكن<br />

خوفه من الموت احتراقا انتصر عليه في النها ية فرضي بان يسلّ‏ ‏ِّم اخوته ‏.فسار الخائن مع مورين المخبر السري<br />

الملكي،‏ وحولهما جماعة من الكهنة وحاملي المباخر والرهبان والجند،‏ في شوارع المدينة . كان القصد من هذه<br />

المظاهرة ظاهريا تكريم ‏”القربان المقدس“،‏ والتكفير عن االهانة التي لحقت بذبيحة القد اس من البروتستانت،‏ ولكن<br />

كان يختفي خلف هذا المهرجان قصد مهلك مميت . فلدى وصولهم مقابل بيت أحد اللوثريين كان الخائن يومئ خفية،‏<br />

فيتوقف الموكب ويدخل االعداء البيت،‏ ويسحبون أفراد العائلة ويكبلونهم بالقيود . وكانت تلك الجماعة الرهيبة تتقدم<br />

الى اال مام بحثا عن ضحايا جديدة.‏ ‏”انهم لم يُبقوا على بيت واحد عظيما كان أو صغيرا،‏ حتى كليات جامعة باريس<br />

... لقد أرعب مورين المدينة كلها ... كان ذلك الحكم حكم االرهاب“‏ )٢٠٤(.<br />

GC 250.2}{<br />

وقد قُتلت كل تلك الضحايا بعدعذابات قاسية . وكان هناك أمر خاص يقضي بان تكون النار خفيفة حتى تطول مدة<br />

عذاباتهم.‏ لكنهم ماتوا منتصرين . فلم يتزعزع ثباتهم وال عكر سالمَهم معكر . واذ عجز المضطهدون عن زعزعة<br />

ثبات أولئك الشهداء الذي ال يلين أحسوا بانهم قد انهزموا.‏ ‏”لقد نصبت المشانق في كل أحياء باريس،‏ وتبع ذلك<br />

الحرق بالنار في أيام متتابعة،‏ وكان القصد من ذلك نشر الذعر من الهرطقة بنشر القتل واالعدام في كل مكان.‏ ومع<br />

ذلك ففي النهاية كانت كفة االنجيل هي الراجحة . لقد استطاع كل أهل باريس أن يروا أي نوع من الرجال هم أولئك<br />

الذين خلقتهم تلك اآلراء الحديثة.‏ لم تكن هنا لك منصة أفضل من منصة كل شهيد وهو يموت احتراق ا.‏ فذلك الفرح<br />

الرصين الذي أنار وجوه هؤالء الرجال وهم يسيرون ... الى ساحة االعدام،‏ والبطولة التي أبدوها وهم واقفون في

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!