21.04.2023 Views

التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

114<br />

يكن يرى أمامه سوى قتام اليأس األبدي.‏ وعبثاً‏ حاول أحبار الكنيسة أن يُخففوا عنه ويله وشقاءه . وعبثاً‏ لجأ الى<br />

االعتراف واالعمال التكفيرية إذ لم تُصلح بينه وبين هللا.‏ }{245.3 GC<br />

وفيما كان كلفن ال يزال مشتبكا في تلك المصارعات التي ال جدوى منها اتفق له أن ذهب لزيارة أحد الميادين<br />

العامة في أحد االيام،‏ فرأى هناك هرطوقيا يموت احتراق ا.‏ وقد أدهشه السالم الذي كان يراه مرتسما على وجه ذلك<br />

الشهيد . ففي وسط عذابات ذلك الموت الرهيب،‏ وهو واقع تحت دينونة الكنيسة التي هي أرهب من العذاب والموت،‏<br />

أبدى ذلك الشهيد شجاعة وايمانا راح ذلك الطالب الشاب يوازن بينهما وبين يأسه وظلمته بألم وانسحاق مع حرصه<br />

الشديد على اطاعة أوامر الكنيسة بكل صرامة . وقد علم كلفن ان ايمان الهراطقة كان يستند الى الكتاب المقدس،‏ فعقد<br />

العزم على دراسته حتى يكتشف،‏ إذا أمكن،‏ سر فرحهم.‏<br />

GC 245.4}{<br />

وفي الكتاب وجد المسيح . فصاح يقول:‏ ‏”أيها اآلب،‏ ان ذبيحته قد أسكتت غضبك،‏ ودمه طهرني من كل نجاساتي<br />

. وعلى اصليب حمل اللعنة عني،‏ وموته كفر عن ذنوبي . لقد ابتكرنا النفسنا كثيرا من الجهاالت العاطلة،‏ لكن ك<br />

وضعت كلمتك أمامي كسراج،‏ وقد لمست قلبي حتى اعتبر كل استحقاق آخر غير استحقاقات يسوع رجاسة“‏<br />

GC 246.1}{ .)٢٠٠(<br />

كان كلفن قد تعلّم لكي يدخل الخدمة الكهنوتية . فاذ كان في الثانية عشرة من العمر الحق في خدمة كنيسة صغيرة<br />

وقد حلق له االسقف رأسه حسب قانون الكنيسة . لكنه لم يُرس م ولم يقم بواجبات الكاهن بل حُسب عضوا بين رجال<br />

االكليروس،‏ وكان يحتفظ بلقب وظيفته ويتقاضى مرتبا عنها.‏ }{246.2 GC<br />

أما اآلن،‏ وقد أحس انه لن يمكنه أن يصير كاهنا،‏ فقد عكف على دراسة القانون بعض الوقت،‏ لكنه أخيرا ترك<br />

تلك الدراسات وعقد العزم على تكريس حياته لالنجيل . غير أنه تردد في أن يكون معلما للشعب . لقد كان خجوال<br />

بطبيعته وقد ثقل على نفسه عبء مسؤولية تلك الوظيفة،‏ وكان يرغب في تكريس نفسه للدرس . أخيرا انتصرت عليه<br />

توسالت أصدقائه فقبل القيام بذلك العمل . قال:‏ ‏”انه أمر مدهش ان إنسانا وضيع االصل يتبوأ هذا المركز الرفيع<br />

العظيم“‏ .)٢٠١( 246.3}{ GC<br />

كلفن يبدأ عمله<br />

بدأ كلفن عمله بكل هدوء،‏ فكان كالمه كالندى المتساقط على االرض اليابسة الحيائه ا.‏ كان قد ترك باريس<br />

وانطلق الى مدينة اقليمية تحت حراسة االميرة مرغريت التي اذ كانت تحب االنجيل بسطت حمايتها على تالميذه .<br />

كان كلفن ال يزال حدثا رقيق الع ادات وبسيط المظهر . وقد بدأ عمله بين الشعب في بيوتهم . فاذ كان أفراد العائلة<br />

يجتمعون حوله كان يقرأ االنجيل ويكشف لهم عن حقائق الخالص . فالذين سمعوا الرسالة نقلوا تلك االخبار السارة<br />

الى اآلخرين،‏ وسرعان ما انتقل ذلك المعلم تاركا تلك المد ينة الى المدن والقرى المنعزلة . وكان يجد الباب مفتوحا<br />

أمامه الى القالع واالكواخ على السواء،‏ وكان يتقدم ليضع أساسات كنائس كانت ستخرج شهودا للحق ال يهابون<br />

الموت.‏ 246.4}{ GC<br />

وبعد أشهر قليلة عاد الى باريس . وكان هناك اهتياج غير عادي بين العلماء واألساتذة.‏ فدراسة اللغات القد يمة<br />

قادت الناس إلى الكتاب المقدس،‏ وكثيرون ممن لم تتأثر قلوبهم من قبل بحقائقه جعلوا بكل شوق يتباحثون فيها،‏ بل<br />

كانوا يحاربون المناضلين عن الكاثوليكية . أما كلفن فمع كونه ضليعا وفارسا ال يُشق له غبار في ميادين المجادالت<br />

الالهوتية فقد كانت لديه رسالة أسمى يتممه ا غير ما كان الولئك الفالسفة الكثيري الصخب والمشاغبات . كانت<br />

عقول الناس قد استيقظت،‏ فكان هذا هو الوقت المناسب الذي يُكشف لهم فيه الحق . ففي حين كانت قاعات الجامعات<br />

تسودها ضجة المجادالت الالهوتية،‏ كان كلفن يتنقل من بيت الى بيت وهو يفسر الكتاب المقدس للشعب ويح دثهم<br />

عن المسيح وإياه مصلوباً.‏ }{247.1 GC

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!