التمرد جذور
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
جذور التمرد 112 ولكن اذ تكاثرت المخاطر وتفاقمت االهوال زادت غيرة دي بركين وقوته. فبدال من اتباع مشورة إراسمس السياسية المنطوية على خدمة الذات، عزم على اتخاذ اجراءات أعظم جرأة . ولم يقنع بالدفاع عن الحق بل هاجم الضالالت . فتهمة الهرطقة التي حاول الكاثولي ك أن يلصقوها به ألصقها هو بهم . وقد كان ألد أعدائه وأنشطهم هم االساتذة المثقفون ورهبان القسم الالهوتي في جامعة باريس العظيمة التي كانت من أسمى المراجع االكليريكية في المدينة وفي االمة . وقد استخلص دي بركين من كتب أولئك العلماء اثنتي عشرة قضية جاهر بانها ”مخالفة للكتاب المقدس وهرطوقية“، والتمس من الملك أن يكون حكما في ذلك الصراع. GC 241.2}{ واذ لم يكن الملك ينفر ابراز قوة أولئك المناضلين وذكائهم، بل فرح الن الفرصة قد سنحت له الذالل كبرياء أولئك الرهبان المتعجرفين، أمر الكاثوليك أن يدافعوا عن قضيتهم ببراهين من الكتاب المقدس . كانوا يعرفون جيدا أن هذا السالح لن يفيدهم كثيرا، أما السجن والتعذيب والحرق بالنار فكانت هي االسلحة التي عرفوا جيدا كيف يحسنون استخدامه ا. واآلن فها هي الدائرة تدور عليهم اذ رأوا أنفسهم موشكين على السقوط في الهوة التي كانوا يحاولون إسقاط دي بركين فيها. ففي حيرتهم وذهولهم جعلوا يتلفتون حولهم طلبا للنجاة }{241.3 GC ”في ذلك الوقت نفسه شوهد تمثال للعذارء في زاوية أحد الشوارع مشوها ومبتورا“، فحدث شغب عظيم في المدينة . وتقاطرت جماهير الناس الى ذلك المكان وهم يعبرون عن حزنهم وغضبه م. وكذلك الملك تأثر تأثرا عميق ا. وصاحوا قائلين: ”هذه هي ثمار تعاليم دي بركين“ ثم قالوا: ”ان كل شيء مصيره الى الدمار — الدين والشرائع والعرش نفسه — بسبب مؤامرة لوثر“ )١٩٣(. GC 242.1}{ وقُبض على دي بركين مرة أخرى . أما الملك فانسحب من باريس، وهكذا تُركت للرهبان الحرية التمام أغراضهم . فحوكم هذا المصلح وحكم عليه بالموت، وحتى ال يتدخل فرنسيس النقاذه نُفذ فيه حكم الموت في يوم النطق بالحكم نفسه. ففي ظهر ذلك اليوم سيق إلى ساحة االعدام حيث اجتمعت جموع كثيرة لمشاهدة ذلك الحدث . وكثيرون رأوا بدهشة وتشاؤم ان هذه الضح ية قد اختيرت من بين أفضل وأشجع االسر النبيلة في فرنس ا. وقد غشيت وجوه تلك الجموع الصاخبة سحب الذهول والغضب واالحتقار والكراهية المرة . لكنّ وجها واحدا كان صافيا لم يعكره شيء . لقد طارت أفكار ذلك الشهيد بعيدا من منظر ذلك الشغب فلم يكن يحس بغير حضور سيده وربه. 242.2}{ GC صمت دي بركين لم يلتفت الى العربة التعسة التي ركب فيها وال الى نظرات التجهم والعبوس التي كان يوجهها اليه مضطهدوه، وال الى الموت المخيف الذي كان ماضيا اليه . فهذه لم يكترث لها، لكنّ ذاك الحي الذي كان ميتا وهو حي الى أبد اآلبدين والذي له مفاتي ح الهاوية والموت كان واقفا الى جواره . كان وجه دي بركين يتألق بنور السماء وسالمها. وكان قد لبس ثيابا فاخرة، اذ ارتدى معطفا من المخمل وصديريا من االطلس والدمقس وجوربا ذهبيا“ )١٩٤(. كان مزمعا أن يشهد اليمانه في محضر ملك الملوك وسكان المسكونة المشاهدين، وما كان ينبغي أن تظهر عالمة من عالئم الحزن لتكذب فرحه أو تعكره. }{242.3 GC واذ كان الموكب يسير ببطء في الشوارع المزدحمة الحظ الناس بدهشة السالم الصافي والنصرة الفرحة في نظراته وهيئته، فقالوا: ”انه يشبه انسانا جالسا في هيكل يتأمل في االمور المقدسة“ )١٩٥(. GC 243.1}{ وعندما جيء به الى مكان االعدام حاول دي بركين أن يخاطب الشعب قليال، ولكن اذ كان الرهبان يخشون مغبة ذلك بدأوا يصيحون وبدأ الجنود يصلون أسلحتهم فلم يستطع أحد أن يسمع صوت الشهيد . وهكذا ففي عام قامت أعلى السلطات االدبية واالكليريكية لمدينة باريس المهذبة المثقفة ”باعطاء غوغاء [ الثورة الفرنسية ] في العام مثاال دنيئا عن كيفية اسكات أصوات المحتضرين المقدسة وهم على المشنقة“ )١٩٦(. ١٥٢٩ GC 243.2}{ ١٧٩٢
جذور التمرد 113 وقد شُنق دي بركين وأحرقت جثته في النار . فكان خبر موته محزنا الصدقاء االصالح في فرنسا كله ا. لكن مثاله لم يذهب ضياع ا. فلقد قال شهود الحق: ”اننا نحن أيضا على أتم استعداد لمواجهة الموت بفرح ونحن ناظرون الى الحياة اآلتية“ )١٩٧(. GC 243.3}{ وفي أثناء االضطهاد الذي وقع في مو حُرم معلمو االيمان المصلَح من الترخيص المعطى لهم للتبشير فرحلوا الى حقول اخرى . وبعد قليل سافر ليففر الى الماني ا. أما فارل فعاد الى مسقط رأسه في شرقي فرنسا لينشر النور حيث قضى سني طفولته . وكانت قد وصلت الى هناك أخبار عن االحداث الجارية في مو، فوجد الحق الذي علَّم به المصلِّح بغيرة ال تعرف الخوف مَن يستمعون اليه . ولكن سرعان ما ثارت السلطات السكاته فنفي من المدينة. { GC 243.4} ومع أنه لم يعد في مقدوره ان يخدم جهارا فقد جال في االرياف والقرى معلما الناس في مساكنهم الخاصة ومراعيهم المنعزلة، وكان يأوي الى الغابات والكهوف المنقورة في الصخور التي كان يلجأ إليها في حداثته . وكان هللا يُعدّه لتجارب اقسى . وقد قال مرة: ”ان ا لصلبان واالضطهادات ودسائس الشيطان التي سبق أن أنذرت بها كان يوجد منها الشيء الكثير، وهي أقسى من أن استطيع احتمالها من تلقاء نفسي، لكنّ هللا هو أبي فلقد أمدني بالقوة التي أحتاج اليها وهذا هو ما يصنعه بي دائما“ )١٩٨(. }{244.1 GC وكما حدث في أيام الرسل كذلك حدث حينئذ أن االضطهادات ”آلت أكثر الى تقدم االنجيل“ طردوا من باريس ومو ”فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة“ )أعمال ٤(. وهكذا شق النور لنفسه طريقا في كثير من مقاطعات فرنسا النائية. هللا يعد كلفن )فيلبي .) ١٢ : ١ فاذ : ٨ GC 244.2}{ لقد كان هللا ال يزال دائب ا في اعداد عمال لينشروا رسالته . ففي احدى مدارس باريس كان يوجد شاب مفكر هادئ، وكان قد سبق فأقام البرهان على أن له عقال ثاقبا جبارا، كما كانت حياته أيضا بال لوم كشأنه في غيرته وذكائه وتعبده الديني . وسرعان ما جع له نبوغه ومثابرته مفخرة الكلية، وكان كثيرون يؤملون بكل ثقة أن جون كلفن سيصير من أقدر الرجال وأكرمهم في الدفاع عن الكنيسة . لكنّ شعاعا من نور هللا اخترق جدران الفلسفة االسكالئية والخرافات التي كان كلفن محبوسا ضمنها. وقد اقشع ر بدنه عندما سمع عن التعاليم الجديدة، ولم يكن يشك في أن الهراطقة يستحقون الحرق بالنار التي اكتووا به ا. ومع ذلك فقد جمعته الصدفة وجها لوجه أمام الهرطقة وأرغم على اختبار قوة الالهوت الكاثوليكي في مبارزة التعليم البروتستانتي. }{244.3 GC جاء الى باريس أحد أبناء عمه، وكان قد انضم الى المصلحين فاجتمع ذانك القريبان معا وكانا يتباحثان في تلك المسائل التي اربكت العالم المسيحي . فقال أوليفيتان البروتستانتي: ”ال توجد في العالم غير ديانتين، احداهما من اختراع الناس وفيها يخلص االنسان نفسه بالطقوس واالعمال الصالحة، أما االخرى فهي تلك المعلنة في الكتاب المقدس والتي تعلم اإلنسان ان ينتظر الخالص بنعمة هللا المجانية وحدها“. }{245.1 GC فصاح كلفن يقول: ”شأن لي بتعاليمك الجديدة هذه . أفتظن أنني قد عشت في الضالل كل أيامي؟“ )١٩٩(. { GC 245.2} تحت تأثير الحق ولكن استيقظت ف ي عقله أفكار لم يقو على طردها بعيدا منه بارادته . فاذ كان منفردا في حجرته جعل يتأمل في ما قاله له ابن عمه . وقد الزمه تبكيت شديد على خطيئته فرأى نفسه وال شفيع له وهو ماثل في حضرة الديان القدوس العادل . ان شفاعة القديسين واالعمال الصالحة وطقوس الكنيسة عجزت كله ا عن التفكير عن الخطيئة . ولم
- Page 69 and 70: جذور التمرد 61 الفصل
- Page 71 and 72: جذور التمرد 63 كان ل
- Page 73 and 74: جذور التمرد 65 عندما
- Page 75 and 76: جذور التمرد الكتاب
- Page 77 and 78: جذور التمرد فرصة لل
- Page 79 and 80: جذور التمرد قوتي وت
- Page 81 and 82: جذور التمرد ان المق
- Page 83 and 84: جذور التمرد 75 التي
- Page 85 and 86: جذور التمرد غيوم في
- Page 87 and 88: جذور التمرد 79 واذ ك
- Page 89 and 90: جذور التمرد هاجم في
- Page 91 and 92: جذور التمرد والمها
- Page 93 and 94: جذور التمرد 85 بكلمة
- Page 95 and 96: جذور التمرد 87 الفصل
- Page 97 and 98: جذور التمرد القلب،
- Page 99 and 100: جذور التمرد 91 وقد و
- Page 101 and 102: جذور التمرد أما الب
- Page 103 and 104: جذور التمرد المتعص
- Page 105 and 106: جذور التمرد 97 ان يع
- Page 107 and 108: جذور التمرد 99 يزورو
- Page 109 and 110: جذور التمرد الفصل ا
- Page 111 and 112: جذور التمرد 103 ا. ف
- Page 113 and 114: جذور التمرد 105 بعصر
- Page 115 and 116: جذور التمرد ” 107 ال
- Page 117 and 118: جذور التمرد الفصل ا
- Page 119: جذور التمرد 111 معا ف
- Page 123 and 124: جذور التمرد اشراق ا
- Page 125 and 126: جذور التمرد 117 وسط ا
- Page 127 and 128: جذور التمرد 119 على ع
- Page 129 and 130: جذور التمرد في كل ا
- Page 131 and 132: جذور التمرد 123 الفص
- Page 133 and 134: جذور التمرد المصلِ
- Page 135 and 136: جذور التمرد 127 الفص
- Page 137 and 138: جذور التمرد ان المب
- Page 139 and 140: جذور التمرد ظهور تق
- Page 141 and 142: جذور التمرد وعلى مد
- Page 143 and 144: جذور التمرد 135 كل قد
- Page 145 and 146: جذور التمرد تقنعهم
- Page 147 and 148: جذور التمرد 139 الجد
- Page 149 and 150: جذور التمرد . لقد اع
- Page 151 and 152: جذور التمرد وذلك في
- Page 153 and 154: جذور التمرد متدين ل
- Page 155 and 156: جذور التمرد وقد أرغ
- Page 157 and 158: جذور التمرد واالست
- Page 159 and 160: جذور التمرد 151 البح
- Page 161 and 162: جذور التمرد 153 وبعد
- Page 163 and 164: جذور التمرد ١٤ 155 ال
- Page 165 and 166: جذور التمرد عملية ف
- Page 167 and 168: جذور التمرد 159 كان ذ
- Page 169 and 170: جذور التمرد : ١ 161 هذ
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />
112<br />
ولكن اذ تكاثرت المخاطر وتفاقمت االهوال زادت غيرة دي بركين وقوته. فبدال من اتباع مشورة إراسمس<br />
السياسية المنطوية على خدمة الذات، عزم على اتخاذ اجراءات أعظم جرأة . ولم يقنع بالدفاع عن الحق بل هاجم<br />
الضالالت . فتهمة الهرطقة التي حاول الكاثولي ك أن يلصقوها به ألصقها هو بهم . وقد كان ألد أعدائه وأنشطهم هم<br />
االساتذة المثقفون ورهبان القسم الالهوتي في جامعة باريس العظيمة التي كانت من أسمى المراجع االكليريكية في<br />
المدينة وفي االمة . وقد استخلص دي بركين من كتب أولئك العلماء اثنتي عشرة قضية جاهر بانها ”مخالفة للكتاب<br />
المقدس وهرطوقية“، والتمس من الملك أن يكون حكما في ذلك الصراع.<br />
GC 241.2}{<br />
واذ لم يكن الملك ينفر ابراز قوة أولئك المناضلين وذكائهم، بل فرح الن الفرصة قد سنحت له الذالل كبرياء<br />
أولئك الرهبان المتعجرفين، أمر الكاثوليك أن يدافعوا عن قضيتهم ببراهين من الكتاب المقدس . كانوا يعرفون جيدا<br />
أن هذا السالح لن يفيدهم كثيرا، أما السجن والتعذيب والحرق بالنار فكانت هي االسلحة التي عرفوا جيدا كيف<br />
يحسنون استخدامه ا. واآلن فها هي الدائرة تدور عليهم اذ رأوا أنفسهم موشكين على السقوط في الهوة التي كانوا<br />
يحاولون إسقاط دي بركين فيها. ففي حيرتهم وذهولهم جعلوا يتلفتون حولهم طلبا للنجاة }{241.3 GC<br />
”في ذلك الوقت نفسه شوهد تمثال للعذارء في زاوية أحد الشوارع مشوها ومبتورا“، فحدث شغب عظيم في<br />
المدينة . وتقاطرت جماهير الناس الى ذلك المكان وهم يعبرون عن حزنهم وغضبه م. وكذلك الملك تأثر تأثرا عميق<br />
ا. وصاحوا قائلين: ”هذه هي ثمار تعاليم دي بركين“ ثم قالوا: ”ان كل شيء مصيره الى الدمار — الدين والشرائع<br />
والعرش نفسه — بسبب مؤامرة لوثر“ )١٩٣(.<br />
GC 242.1}{<br />
وقُبض على دي بركين مرة أخرى . أما الملك فانسحب من باريس، وهكذا تُركت للرهبان الحرية التمام<br />
أغراضهم . فحوكم هذا المصلح وحكم عليه بالموت، وحتى ال يتدخل فرنسيس النقاذه نُفذ فيه حكم الموت في يوم<br />
النطق بالحكم نفسه. ففي ظهر ذلك اليوم سيق إلى ساحة االعدام حيث اجتمعت جموع كثيرة لمشاهدة ذلك الحدث .<br />
وكثيرون رأوا بدهشة وتشاؤم ان هذه الضح ية قد اختيرت من بين أفضل وأشجع االسر النبيلة في فرنس ا. وقد<br />
غشيت وجوه تلك الجموع الصاخبة سحب الذهول والغضب واالحتقار والكراهية المرة . لكنّ وجها واحدا كان صافيا<br />
لم يعكره شيء . لقد طارت أفكار ذلك الشهيد بعيدا من منظر ذلك الشغب فلم يكن يحس بغير حضور سيده<br />
وربه. 242.2}{ GC<br />
صمت دي بركين<br />
لم يلتفت الى العربة التعسة التي ركب فيها وال الى نظرات التجهم والعبوس التي كان يوجهها اليه مضطهدوه،<br />
وال الى الموت المخيف الذي كان ماضيا اليه . فهذه لم يكترث لها، لكنّ ذاك الحي الذي كان ميتا وهو حي الى أبد<br />
اآلبدين والذي له مفاتي ح الهاوية والموت كان واقفا الى جواره . كان وجه دي بركين يتألق بنور السماء وسالمها.<br />
وكان قد لبس ثيابا فاخرة، اذ ارتدى معطفا من المخمل وصديريا من االطلس والدمقس وجوربا ذهبيا“ )١٩٤(. كان<br />
مزمعا أن يشهد اليمانه في محضر ملك الملوك وسكان المسكونة المشاهدين، وما كان ينبغي أن تظهر عالمة من<br />
عالئم الحزن لتكذب فرحه أو تعكره. }{242.3 GC<br />
واذ كان الموكب يسير ببطء في الشوارع المزدحمة الحظ الناس بدهشة السالم الصافي والنصرة الفرحة في<br />
نظراته وهيئته، فقالوا: ”انه يشبه انسانا جالسا في هيكل يتأمل في االمور المقدسة“ )١٩٥(.<br />
GC 243.1}{<br />
وعندما جيء به الى مكان االعدام حاول دي بركين أن يخاطب الشعب قليال، ولكن اذ كان الرهبان يخشون مغبة<br />
ذلك بدأوا يصيحون وبدأ الجنود يصلون أسلحتهم فلم يستطع أحد أن يسمع صوت الشهيد . وهكذا ففي عام<br />
قامت أعلى السلطات االدبية واالكليريكية لمدينة باريس المهذبة المثقفة ”باعطاء غوغاء [ الثورة الفرنسية ] في العام<br />
مثاال دنيئا عن كيفية اسكات أصوات المحتضرين المقدسة وهم على المشنقة“ )١٩٦(.<br />
١٥٢٩<br />
GC 243.2}{<br />
١٧٩٢