التمرد جذور

تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.

newcovenantpublicationsintl
from newcovenantpublicationsintl More from this publisher
21.04.2023 Views

جذور التمرد 104 لمّا رفض فرديناند االلتفات الى اقتناع ات االمراء المستقيمة السليمة صمم اولئك على تعليق اهمية كبيرة على غيابه بان يقدموا احتجاجهم امام المجلس الوطني من دون ابطاء.‏ ولذلك كتبوا بيانا رسميا وقدموه الى مجلس االمة.‏ GC 224.2}{ وهذا ما جاء في عريضتهم:‏ ‏”اننا نحتج في عريضتنا هذه امام هللا خالقنا وحافظنا وفادينا ومخلصنا والذي سيكون ديّاننا في يوم ما،‏ كما نحتج ايضا امام كل الناس وكل الخالئق اننا نحن باالصالة عن انفسنا وبالنيابة عن رعايانا لن نقبل أو نتمسك بما جاء في االمر الصادر اذا كان يخالف ارادة هللا ويناقض كلمته المقدسة وضمائرنا المستقيمة وخالص نفوسنا.‏ }{224.3 GC ‏”ما هذا!‏ أنصادق على هذا المرسوم؟!‏ هل نجزم انه عندما يدعو هللا القدير انسانا لمعرفته ال يستطيع هذا االنسان ان يقبل معرفة هللا بسبب المرسوم!“.‏ ‏”ال تعليم اكيد اال اذا تطابق وكلمة هللا ... الرب ينهانا عن قبول اي تعليم آخر غير تعليمه ... واقوال هللا المقدسة ينبغي ان تو ضحها آيات اخرى،‏ أكثر وضوحا...‏ ان الكتاب المقدس ضروري في كل شي ء للمسيحي . وفهمه أمر ميسور وهو يعتبر انه يبدد الظلمات . لقد عزمنا بنعمة هللا على حفظ البشارة النقية القاطعة بكلمة هللا وحدها كما هي مدونة في أسفار العهد القديم والعهد الجديد من دون ان نزيد عليها شيئا آخر يناقضه ا.‏ ان كلمة هللا هي الحق وحده وهي القانون االكيد لكل تعليم ولكل حياة،‏ وال يمكنها أن تخذلنا أو تخدعنا.‏ فالذي يبني على هذا االساس سيصمد امام كل قوات الجحيم،‏ في حين ان كل االباطيل البشرية التي تقف ضد الكتاب ستسقط امام وجه هللا“.‏ }{224.4 GC ‏”فلهذا السبب نحن نرفض حمل النير المفروض علينا“.‏ ‏”ونحن في الوقت نفسه ننتظر من جاللة االمبراطور ان يعاملنا كسيد مسيحي يحب هللا فوق كل شيء واننا نعلن اننا مستعدون ان نقدم لجاللته ولكم ايها السادة االجالء المحبة والطاعة اللتين هما واجبنا الشرعي العادل“‏ )١٦٩(. }{225.1 GC تأثر أعضاء المجلس تأثرا عميق ا.‏ وقد مألت الدهشة والفزع قلوب غالبيتهم بسبب جرأة اولئك المحتجين . فبدا المستقبل امامهم عاصفا وغير مأمون أو مضمون،‏ وكأن االنقسامات والخصومات وسفك الدماء امور ال مفر منها.‏ لكنّ‏ المصلحين اذ كانوا واثقين من عدالة قضيتهم ومستندين الى ذراع هللا القدير ‏”امتألوا شجاعة وثباتا“.‏ { GC 225.2} ‏”ان المبادئ المتضمَّنة في هذا االحتجاج الشهير ... اشتملت على جوهر البروتستانتية،‏ فهذا االحتجاج يقاوم اثنين من المساوئ التي يرتكبها االنسان ضد االمور المختصة بااليمان،‏ أولهما تهجُّم الحكام المدنيين،‏ والثاني سلط ة الكنيسة االعتباطية.‏ والبروتستانتية ترفع سلطان الضمير فوق الحكام بدال من هذه المساوئ،‏ وترفع كلمة هللا فوق الكنيسة المنظورة . فهي أوال ترفض تدخل السلطة المدنية في الشؤون االلهية،‏ وتقول مع األنبياء والرسل : ‏”ينبغي أن يطاع هللا أكثر من الناس“‏ . وأمام تاج االمبراطور شارل الخامس ترفع اكليل يسوع المسيح،‏ ولكنها تذهب الى أبعد من ذلك،‏ فهي تقدم هذا المبدأ القائل بان كل التعاليم البشرية ينبغي أن تخضع القوال هللا وتقف صاغرة أمامها“‏ )١٧٠(. وفوق هذا فقد أكد اولئك المحتج ون ان لهم الحق في المجاهرة باقتناعاتهم بالحق بكل حرية . فهم لن يؤمنوا ويطيعوا كلمة هللا وحسب بل وسيعلمونها أيضاً‏ للناس،‏ وقد انكروا على الكهنة والحكام حق التدخل . كان االحتجاج المقدم للمجلس في سبايرز شهادة احتفالية ضد التعصب الديني وتأييداً‏ لحق كل الناس في عبادة هللا بموجب ما تمليه عليه ضمائرهم.‏ }{225.3 GC تبنّ‏ ‏ِّي االحتجاج قدّ‏ ‏ِّم ذلك البيان ونقش في عقول آالف الناس كما سُجل في اسفار السماء حيث لن يستطيع بشر ان يمحوه . وقبلت كل المانيا االنجيلية هذا على انه تعبير عن ايمانها وعقيدته ا.‏ وفي كل مكان كان الناس يرون في هذا البيان بشيرا

جذور التمرد 105 بعصر جديد افضل . وقد قال أحد االمراء البروتستانت في سبايرز:‏ ‏”ليحفظكم هللا القدير الذي اعطاكم نعمة لتقديم هذا االعتراف بهذه الشجاعة وهذا النشاط وه ذه الحرية . ليحفظكم في ثباتكم المسيحي الى يوم الدين“‏ )١٧١(. GC { 226.1} لو ان االصالح بعد هذا القدر من النجاح الذي احرزه رضي بمسايرة الظروف للحصول على رضى العالم لبرهن على خيانته وتنكره لمبادئه،‏ ولكان في ذلك القضاء التام عليه . ففي اختبار هؤالء المصلحين النبالء درس نافع لكل االجيال التالية.‏ وطريقة الشيطان في مقاومته هللا وكلمته لم تتغير . وهو في هذه االيام ال يزال يحارب الكتب المقدسة لكونها مرشد االنسان في حياته،‏ كما كان يفعل في القرن السادس عشر . في ايامنا هذه انحرف الناس بعيدا من تعاليم الكتاب وفر ائضه،‏ وذلك فهم في حاجة الى الرجوع الى المبدأ البروتستانتي العظيم : الكتاب المقدس وحده كقانون لاليمان واالعمال . والشيطان ال يزال يستخدم كل وسيلة تحت يده للقضاء على الحرية الدينية.‏ ان ذلك السلطان المضاد للمسيح،‏ الذي قد رفضه اولئلك المحتجون في سبايرز،‏ يحاول اآلن بقوة ونشاط جديدين ان يستعيد سيادته الضائعة . وان التمسك ذاته بكلمة هللا،‏ الذي ال ميل فيه وال انحراف والذي تجلى في تلك االزمة التي حلت باالصالح،‏ هو الرجاء الوحيد لالصالح في هذه االيام.‏ }{226.2 GC مجال ضيّ‏ ‏ِّق للهرب وقد ظهرت بعض بوادر الخطر الذي هدد البروتستانت،‏ كما ظهرت ايضا بوادر تدل على ان يد هللا قد امتدت لحماية االمناء . ففي تلك قاد ميالنكثون صديقه سيمون غريناوس في شوارع سبايرز بعجلة االثناء عظيمة،‏ وألح عليه ان يعبر نهر الرين . اندهش غريناوس من هذا التصرف وهذا االندفاع . فقال له ميالنكثون:‏ ‏”ان رجال شيخا وقورا ال أعرفه ظهر أمامي فجأة وقال لي ان فرديناند سيرسل بعد لحظات بعض الضباط للقبض على غريناوس!“‏ 227.1}{ GC “ في ذلك اليوم كان فابر،‏ أحد المالفنة البابويين المشهورين،‏ قد افترى على غريناوس في عظة ألقاها،‏ وفي نهايتها اعترض عليه لكونه قد دافع عن ‏”الضالالت الشنيعة“.‏ ‏”وقد كظم فابر غضبه ولكنه في الحال توجه الى الملك الذي أعطاه أمرا ضد استاذ هيدلبرج الملحاح . ولم يشك ميالنكثون ان هللا قد انقذ صديقه بكونه ارسل احد مالئكته القديسين لتحذيره.‏ 227.2}{ GC واذ كان ميالنكثون واقفا ساكنا على شاطئ الرين ظل منتظرا حتى انقذت مياه ذلك النهر غريناوس من مضطهديه . فاذ رآه على الشاطئ اآلخر صاح قائالً:‏ ‏”أخيراً،‏ نعم اخيراً‏ أفلت من أيدي أولئك المتعطشين لسفك الدم الزكي“‏ . ولما عدا ميالنكثون الى بيته قيل له ان بعض الضباط قلبوا بيته رأسا على عقب بحثا عن غريناوس“‏ GC 227.3}{ .)١٧٢( المجمع في أوجسبرج كان االصالح سيزيد عظمة وسموا في نظر عظماء االرض . فالملك فرديناند رفض سماع أقوال االمر اء االنجيليين،‏ ولكن ستُمنح لهم فرصة فيها يعرضون قضيتهم أمام االمبراطور واحبار الكنيسة ورؤساء الدولة المجتمعين.‏ فلكي يسكّ‏ ‏ِّن االمبراطور شارل الخامس الخصومات والفتن قام في السنة التالية،‏ بعد احتاج االمراء المقدم في سبايرز،‏ واستدع ى المجلس ليلتئم في أوجسبرج وأعلن انه سيرأسه بنفسه . وقد دُعي الرؤساء البروتستانت للذهاب الى هناك.‏ }{228.1 GC كان االصالح مهددا بمخاطر عظيمة،‏ لكنّ‏ المدافعين عنه وضعوا قضيتهم بين يدي هللا،‏ وتعهدوا بان يظلوا ثابتين في جانب االنجيل . وقد ألح مشيرو منتخب سكسونيا عليه بعدم حضور المجمع،‏ وقالوا له أن االمبراطور قد طلب من االمراء ان يحضروا لكي يوقعهم في الشرك . ثم قالوا:‏ ‏”أليست مجازفة بكل شيء ان يحبس االنسان نفسه في

<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />

105<br />

بعصر جديد افضل . وقد قال أحد االمراء البروتستانت في سبايرز:‏ ‏”ليحفظكم هللا القدير الذي اعطاكم نعمة لتقديم<br />

هذا االعتراف بهذه الشجاعة وهذا النشاط وه ذه الحرية . ليحفظكم في ثباتكم المسيحي الى يوم الدين“‏ )١٧١(.<br />

GC {<br />

226.1}<br />

لو ان االصالح بعد هذا القدر من النجاح الذي احرزه رضي بمسايرة الظروف للحصول على رضى العالم<br />

لبرهن على خيانته وتنكره لمبادئه،‏ ولكان في ذلك القضاء التام عليه . ففي اختبار هؤالء المصلحين النبالء درس نافع<br />

لكل االجيال التالية.‏ وطريقة الشيطان في مقاومته هللا وكلمته لم تتغير . وهو في هذه االيام ال يزال يحارب الكتب<br />

المقدسة لكونها مرشد االنسان في حياته،‏ كما كان يفعل في القرن السادس عشر . في ايامنا هذه انحرف الناس بعيدا<br />

من تعاليم الكتاب وفر ائضه،‏ وذلك فهم في حاجة الى الرجوع الى المبدأ البروتستانتي العظيم : الكتاب المقدس وحده<br />

كقانون لاليمان واالعمال . والشيطان ال يزال يستخدم كل وسيلة تحت يده للقضاء على الحرية الدينية.‏ ان ذلك<br />

السلطان المضاد للمسيح،‏ الذي قد رفضه اولئلك المحتجون في سبايرز،‏ يحاول اآلن بقوة ونشاط جديدين ان يستعيد<br />

سيادته الضائعة . وان التمسك ذاته بكلمة هللا،‏ الذي ال ميل فيه وال انحراف والذي تجلى في تلك االزمة التي حلت<br />

باالصالح،‏ هو الرجاء الوحيد لالصالح في هذه االيام.‏ }{226.2 GC<br />

مجال ضيّ‏ ‏ِّق للهرب<br />

وقد ظهرت بعض بوادر الخطر الذي هدد البروتستانت،‏ كما ظهرت ايضا بوادر تدل على ان يد هللا قد امتدت<br />

لحماية االمناء . ففي تلك قاد ميالنكثون صديقه سيمون غريناوس في شوارع سبايرز بعجلة االثناء عظيمة،‏ وألح<br />

عليه ان يعبر نهر الرين . اندهش غريناوس من هذا التصرف وهذا االندفاع . فقال له ميالنكثون:‏ ‏”ان رجال شيخا<br />

وقورا ال أعرفه ظهر أمامي فجأة وقال لي ان فرديناند سيرسل بعد لحظات بعض الضباط للقبض على<br />

غريناوس!“‏ 227.1}{ GC<br />

“<br />

في ذلك اليوم كان فابر،‏ أحد المالفنة البابويين المشهورين،‏ قد افترى على غريناوس في عظة ألقاها،‏ وفي نهايتها<br />

اعترض عليه لكونه قد دافع عن ‏”الضالالت الشنيعة“.‏ ‏”وقد كظم فابر غضبه ولكنه في الحال توجه الى الملك الذي<br />

أعطاه أمرا ضد استاذ هيدلبرج الملحاح . ولم يشك ميالنكثون ان هللا قد انقذ صديقه بكونه ارسل احد مالئكته القديسين<br />

لتحذيره.‏ 227.2}{ GC<br />

واذ كان ميالنكثون واقفا ساكنا على شاطئ الرين ظل منتظرا حتى انقذت مياه ذلك النهر غريناوس من<br />

مضطهديه . فاذ رآه على الشاطئ اآلخر صاح قائالً:‏ ‏”أخيراً،‏ نعم اخيراً‏ أفلت من أيدي أولئك المتعطشين لسفك الدم<br />

الزكي“‏ . ولما عدا ميالنكثون الى بيته قيل له ان بعض الضباط قلبوا بيته رأسا على عقب بحثا عن غريناوس“‏<br />

GC 227.3}{ .)١٧٢(<br />

المجمع في أوجسبرج<br />

كان االصالح سيزيد عظمة وسموا في نظر عظماء االرض . فالملك فرديناند رفض سماع أقوال االمر اء<br />

االنجيليين،‏ ولكن ستُمنح لهم فرصة فيها يعرضون قضيتهم أمام االمبراطور واحبار الكنيسة ورؤساء الدولة<br />

المجتمعين.‏ فلكي يسكّ‏ ‏ِّن االمبراطور شارل الخامس الخصومات والفتن قام في السنة التالية،‏ بعد احتاج االمراء المقدم<br />

في سبايرز،‏ واستدع ى المجلس ليلتئم في أوجسبرج وأعلن انه سيرأسه بنفسه . وقد دُعي الرؤساء البروتستانت<br />

للذهاب الى هناك.‏ }{228.1 GC<br />

كان االصالح مهددا بمخاطر عظيمة،‏ لكنّ‏ المدافعين عنه وضعوا قضيتهم بين يدي هللا،‏ وتعهدوا بان يظلوا ثابتين<br />

في جانب االنجيل . وقد ألح مشيرو منتخب سكسونيا عليه بعدم حضور المجمع،‏ وقالوا له أن االمبراطور قد طلب<br />

من االمراء ان يحضروا لكي يوقعهم في الشرك . ثم قالوا:‏ ‏”أليست مجازفة بكل شيء ان يحبس االنسان نفسه في

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!