التمرد جذور
تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها. تندلع جذور التمرد من التربة الخصبة من السخط العميق وتقرير المصير والسعي النهم من أجل الحرية والسلطة. ينشأ هذا الكتاب من صراع مملكتين قديمتين وينتشر في البؤر الروحية في العالم ، ويعلن العداء الخبيث والمستعصي للحقيقة ؛ مما أدى إلى تداعيات محاصرة من الاستبداد والثورة واندلاع العداء والاضطهاد ، وكلها تنتج ثمارًا مريرة للفوضى. يسيطر سر التمرد على مقاعد الحكومة ويحتدم في قلوب البشرية. تزدهر أدوات التمرد في التخريب الناضج والعاطفي والجريء ، وتؤسس نظامًا من الفوضى والإكراه ؛ قيادة الامتثال والتعاون العالميين. نظرًا لأنه ينير بشكل فعال الأسس السرية لحكومة عالمية واحدة والإمبريالية المهيمنة ، فإن القارئ مسلح لمواجهة أكبر خدعة في كل العصور والهجوم عليها.
ِّ جذور التمرد مقبول لدى هللا . هنا حقا توجد الكنيسة، وخارجا عنها ال خالص الي انسان“ )١٣٢(. وكان من نتائج ذلك المؤتمر ان أحد مبعوثي االسقف قبل االيمان المصلح. }{198.2 GC رفض المجلس اتخاذ أي اجراء ضد زوينجلي، فتأهبت روما للقيام بهجوم جديد. فاذ أبلغ الم صلح بالمؤامرات التي يدبرها له اعداؤه صاح قائال: ”ليأتوا، فأنا ال أخافهم أكثر مما تخاف الصخرة القوية أمواج البحر التي تهدر تحتها“ )١٣٣(. وقد نتج من مساعي االكليروس تقدم الدعوة التي حاولوا القضاء عليها، وظل الحق ينتشر . وفي المانيا تشجع من جديد م عتنقو مبادئ االصالح، الذين كانت عزائمهم خائرة بسبب اختفاء لوثر، عندما رأوا تقدم االنجيل في سويسرا. }{198.3 GC وعندما توطد االصالح في زيوريخ ظهرت ثماره في وفرتها وكمالها في قمع الرذيلة وازدهار النظام واالنسجام . وقد كتب زوينجلي يقول: ”لقد س كن السالم واالنسجام مدينتن ا. فال توجد بيننا مشاجرات وال رياء وال حسد وال منازعات . فمن أين يمكن أن يجيء مثل هذا االتحاد والوفاق ان لم يكن من الرب ومن تعاليمه التي تمألنا من ثمار السالم والتقوى“ .)١٣٤( 199.1}{ GC أثارت انتصارات االصالح حفيظة البابويين فبذلوا أقصى جهودهم الجبارة للقضاء عليه . فاذ رأوا أنهم لم يحققوا نصرا كبيرا بمحاولتهم قمع عمل لوثر في المانيا بواسطة االضطهاد، عقدوا العزم على محاربة االصالح فأرادوا مناظرة مع زوينجلي، وبعدما رتبوا كل شيء أرادوا أن يستوثقوا من االنت صار بان يختاروا هم ليس فقط مكان المناظرة بل ايضا القضاء الذين سيحكمون فيها بين المتبارين. فلو استطاعوا أن يوقعوا زوينجلي في قبضة أيديهم فسيحرصون على أال يفلت منهم . ومتى أبكم الزعيم فستسحق الحركة سريع ا. وقد حرصوا على اخفاء هذا السر وهذه النوايا. }{199.2 GC باسلحته . اتفقوا عل ى اقامة المباراة في بادن، لكنّ زوينجلي لم يكن حاضر ا. ذلك ان اعضاء مجلس زيوريخ كانوا يشكون في نوايا البابويين، وكانت المحرقات في المقاطعات البابوية معدة للمعترفين باالنجيل انذارا لهم، فنهوا راعيهم عن تعريض نفسه لهذا الخطر . وكان زوينجلي مستعدا لمقابلة كل من قد ترسلهم روما الى زيوريخ. أما ذهابه الى بادن التي قد سفك فيها دم شهداء الحق منذ عهد قريب فكان ذهابا لمالقاة الموت المحقق . وقد اختير كل من أيكوالمباديوس وهالرّ لتمثيل المصلحين، أما الدكتور إك المشهور يسانده جماعة الدكاترة العلماء فكان بطل روما. 199.3}{ GC ومع أن زو ينجلي لم يكن حاضرا ذلك المؤتمر فقد كان المؤتمرون يحسون بحضوره. وقدا ختار البابويون جميع امناء السر، وحرم على اآلخرين اخذ مذكرات تحت طائلة الموت . ولكن على رغم كل هذا فقد كان يصل الى زوينجلي بيان دقيق في كل يوم عن كل ما قيل في بادن . ذلك أن طالبا كان حاضرا تلك المناظرة كان في كل مساء يكتب بيانا عن كل الحجج التي قيلت في ذلك اليوم، كما أخذ طالبان آخران على نفسيهما أمر تسليم هذه االوراق مع الخطاب الذي كان يرسله ايكوالمباديوس يوميا الى زوينجلي في زيوريخ . وكان المصلح يرسل الرد مقدما مشورته وكانت خطاباته تكتب ليال وكان الطالبان يعودان بها الى بادن في الصباح التالي . ولكي يتملصا من الحارس اليقظ الواقف على باب المدينة كان هذان الرسوالن يحضران له بعض الدجاج فكان يسمح بدخولهما بال عائق. 200.1}{ GC ومقترحاته . وهكذا دخل زوينجلي المعركة ضد خصومه المحتالين . وقال عنه مايكونيوس: ”انه تعب أكثر بتأمالته وتفكيره خالل ليالي االرق وبنصائحه التي كان يبعث بها الى بادن أكثر مما لو كان قد ذهب بنفسه لالشتراك في ذلك الجدال وهو محاط باالعداء“ )١٣٥(. }{200.2 GC 92
جذور التمرد أما البابويون فاذ تحمسوا في انتظار االنتصار الذي كانوا يحلمون به فقد أتوا الى بادن متسربلين بابهى ا لحلل، وكانت الجواهر تلمع في أيديهم وعلى صدورهم. وكانوا ينفقون المال ببذخ، وحفلت موائدهم بأشهى االطعمة وأجود أنواع الخمور . وقد خفف االنشراحُ والمرحُ عبءَ واجباتهم الكهنوتية . أما المصلحون فكانوا يختلفون عنهم اختالفا ملحوظا، اذ كان الناس ينظرون اليهم كما لو ك انوا أحسن قليال من المتسولين الذين جعلهم اقتصادهم في االكل يجلسون الى المائدة وقتا قصير ا. واذ كان صاحب البيت الذي يسكنه ايكوالمباديوس يراقبه بعض الوقت في غرفته كان يجده دائما مشغوال إما في الدرس أو الصالة . أدهشه ذلك فقال لمن حوله: ”ان هذا الهرطوقي على االقل تقي جدا“. GC 200.3}{ وفي المؤتمر اعتلى إك بكل غطرسة منصة مزينة بزينة فاخرة، بينما أيكوالمباديوس المتواضع الذي كان يرتدي ثيابا زرية حقيرة أرغم بكل احتقار على الجلوس فوق مقعد خشبي حقير )١٣٦(. ولم يخذل إك صوتهُ العالي وال ثقته بنفسه التي ال حد له ا. وزادت غيرته وحم استه من أمله في الحصول على الذهب والشهرة الن المدافع عن العقيدة وااليمان كان سيكافأ بأجر كبير . فلما فشلت حجته المعقولة لجأ الى الشتائم واالقسام. }{201.1 GC أما أيكوالمباديوس الذي كان محتشما غير واثق بنفسه انكمش أمام تلك المبارزة. ولكنه دخلها بناء على هذا االعتراف المق دس: ”أنا ال أعترف باي مقياس آخر للحكم غير كلمة هللا“ )١٣٧(. ومع رقته ولطفه في تصرفاته فقد برهن على مقدرته وعدم خوفه أو تراجعه . ففي حين أن البابويين استندوا الى سلطة عادات الكنيسة كما هي عادتهم فان المصلح تمسك بكل ثبات بالكتب المقدسة. وقد قال: ”ان الع رف ال قوة له هنا في بالدنا سويسرا ما لم يكن مطابقا للدستور، أما اآلن ففيما يختص بالعقيدة فان دستورنا هو الكتاب المقدس“ )١٣٨(. GC 201.2}{ لم يكن التباين بين المتبارين عديم االثر فان المحاجة الصريحة الهادئة التي قدمها المصلح بكل رقة ووداعة كان لها تأثير على تلك الع قول التي تحولت في اشمئزاز عن ادعاءات إك المتفاخرة القاصفة. GC 201.3}{ دامت المناظرة ثمانية عشر يوما وفي نهايتها كان البابويون بكل ثقة يدَّعون النصرة النفسهم . وقد انحاز معظم المبعوثين الى جانب روم ا. فاعلن المجلس هزيمة المصلحين كما صرح انهم، ومعهم زوينجلي قائد هم، قد بتروا من الكنيسة. لكن ثمار المؤتمر اعلنت الى جانب من كانت الميزة، اذ نتج من تلك المباراة قوة دافعة محركة للدعوة البروتستانتية . ولم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى اعلنت المدينتان الكبيرتان برن وبازل انضمامهما الى االصالح. 201.4}{ GC 93
- Page 49 and 50: جذور التمرد 41 واذ ك
- Page 51 and 52: جذور التمرد 43 بشر و
- Page 53 and 54: جذور التمرد 45 واخير
- Page 55 and 56: جذور التمرد نتج من
- Page 57 and 58: جذور التمرد 49 الفصل
- Page 59 and 60: جذور التمرد 51 يُسمح
- Page 61 and 62: جذور التمرد وفي رسا
- Page 63 and 64: جذور التمرد 55 لالبا
- Page 65 and 66: جذور التمرد ولكن بع
- Page 67 and 68: جذور التمرد لو أن ق
- Page 69 and 70: جذور التمرد 61 الفصل
- Page 71 and 72: جذور التمرد 63 كان ل
- Page 73 and 74: جذور التمرد 65 عندما
- Page 75 and 76: جذور التمرد الكتاب
- Page 77 and 78: جذور التمرد فرصة لل
- Page 79 and 80: جذور التمرد قوتي وت
- Page 81 and 82: جذور التمرد ان المق
- Page 83 and 84: جذور التمرد 75 التي
- Page 85 and 86: جذور التمرد غيوم في
- Page 87 and 88: جذور التمرد 79 واذ ك
- Page 89 and 90: جذور التمرد هاجم في
- Page 91 and 92: جذور التمرد والمها
- Page 93 and 94: جذور التمرد 85 بكلمة
- Page 95 and 96: جذور التمرد 87 الفصل
- Page 97 and 98: جذور التمرد القلب،
- Page 99: جذور التمرد 91 وقد و
- Page 103 and 104: جذور التمرد المتعص
- Page 105 and 106: جذور التمرد 97 ان يع
- Page 107 and 108: جذور التمرد 99 يزورو
- Page 109 and 110: جذور التمرد الفصل ا
- Page 111 and 112: جذور التمرد 103 ا. ف
- Page 113 and 114: جذور التمرد 105 بعصر
- Page 115 and 116: جذور التمرد ” 107 ال
- Page 117 and 118: جذور التمرد الفصل ا
- Page 119 and 120: جذور التمرد 111 معا ف
- Page 121 and 122: جذور التمرد 113 وقد ش
- Page 123 and 124: جذور التمرد اشراق ا
- Page 125 and 126: جذور التمرد 117 وسط ا
- Page 127 and 128: جذور التمرد 119 على ع
- Page 129 and 130: جذور التمرد في كل ا
- Page 131 and 132: جذور التمرد 123 الفص
- Page 133 and 134: جذور التمرد المصلِ
- Page 135 and 136: جذور التمرد 127 الفص
- Page 137 and 138: جذور التمرد ان المب
- Page 139 and 140: جذور التمرد ظهور تق
- Page 141 and 142: جذور التمرد وعلى مد
- Page 143 and 144: جذور التمرد 135 كل قد
- Page 145 and 146: جذور التمرد تقنعهم
- Page 147 and 148: جذور التمرد 139 الجد
- Page 149 and 150: جذور التمرد . لقد اع
<strong>جذور</strong> <strong>التمرد</strong><br />
أما البابويون فاذ تحمسوا في انتظار االنتصار الذي كانوا يحلمون به فقد أتوا الى بادن متسربلين بابهى ا لحلل،<br />
وكانت الجواهر تلمع في أيديهم وعلى صدورهم. وكانوا ينفقون المال ببذخ، وحفلت موائدهم بأشهى االطعمة وأجود<br />
أنواع الخمور . وقد خفف االنشراحُ والمرحُ عبءَ واجباتهم الكهنوتية . أما المصلحون فكانوا يختلفون عنهم اختالفا<br />
ملحوظا، اذ كان الناس ينظرون اليهم كما لو ك انوا أحسن قليال من المتسولين الذين جعلهم اقتصادهم في االكل<br />
يجلسون الى المائدة وقتا قصير ا. واذ كان صاحب البيت الذي يسكنه ايكوالمباديوس يراقبه بعض الوقت في غرفته<br />
كان يجده دائما مشغوال إما في الدرس أو الصالة . أدهشه ذلك فقال لمن حوله: ”ان هذا الهرطوقي على االقل تقي<br />
جدا“.<br />
GC 200.3}{<br />
وفي المؤتمر اعتلى إك بكل غطرسة منصة مزينة بزينة فاخرة، بينما أيكوالمباديوس المتواضع الذي كان يرتدي<br />
ثيابا زرية حقيرة أرغم بكل احتقار على الجلوس فوق مقعد خشبي حقير )١٣٦(. ولم يخذل إك صوتهُ العالي وال ثقته<br />
بنفسه التي ال حد له ا. وزادت غيرته وحم استه من أمله في الحصول على الذهب والشهرة الن المدافع عن العقيدة<br />
وااليمان كان سيكافأ بأجر كبير . فلما فشلت حجته المعقولة لجأ الى الشتائم واالقسام. }{201.1 GC<br />
أما أيكوالمباديوس الذي كان محتشما غير واثق بنفسه انكمش أمام تلك المبارزة. ولكنه دخلها بناء على هذا<br />
االعتراف المق دس: ”أنا ال أعترف باي مقياس آخر للحكم غير كلمة هللا“ )١٣٧(. ومع رقته ولطفه في تصرفاته<br />
فقد برهن على مقدرته وعدم خوفه أو تراجعه . ففي حين أن البابويين استندوا الى سلطة عادات الكنيسة كما هي<br />
عادتهم فان المصلح تمسك بكل ثبات بالكتب المقدسة. وقد قال: ”ان الع رف ال قوة له هنا في بالدنا سويسرا ما لم<br />
يكن مطابقا للدستور، أما اآلن ففيما يختص بالعقيدة فان دستورنا هو الكتاب المقدس“ )١٣٨(.<br />
GC 201.2}{<br />
لم يكن التباين بين المتبارين عديم االثر فان المحاجة الصريحة الهادئة التي قدمها المصلح بكل رقة ووداعة كان<br />
لها تأثير على تلك الع قول التي تحولت في اشمئزاز عن ادعاءات إك المتفاخرة القاصفة.<br />
GC 201.3}{<br />
دامت المناظرة ثمانية عشر يوما وفي نهايتها كان البابويون بكل ثقة يدَّعون النصرة النفسهم . وقد انحاز معظم<br />
المبعوثين الى جانب روم ا. فاعلن المجلس هزيمة المصلحين كما صرح انهم، ومعهم زوينجلي قائد هم، قد بتروا من<br />
الكنيسة. لكن ثمار المؤتمر اعلنت الى جانب من كانت الميزة، اذ نتج من تلك المباراة قوة دافعة محركة للدعوة<br />
البروتستانتية . ولم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى اعلنت المدينتان الكبيرتان برن وبازل انضمامهما الى<br />
االصالح. 201.4}{ GC<br />
93