21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

80<br />

الظلمة قد غلبت ‏.وقد تجمعت حوله السحب القاتمة وبدت كأنها قد فصلت بينه وبين هللا . فكان يتحرق شوقا للحصول<br />

على اليقين بأن رب الجنود سيكون معه . ففي عذاب روحه انطرح بوجهه على االرض وسكب هذه الصرخات<br />

المتعثرة التي تقطع نياط القلب وال يستطيع أن يفهمها تمام الفهم غير هللا.‏ }{173.2 GC<br />

توسل قائال:‏ ‏”ايها االله ا لسرمدي القدير،‏ ما أرهب هذا العالم ! ها هو يفغر فاه البتالعي،‏ وأنا ضعيف الثقة بك<br />

... فاذا كان لي أن أركن الى قوة هذا العالم وحدها فقد انتهى كل شيء ... لقد دنت ساعتي االخيرة وقد صدر الحكم<br />

بادانتي...‏ يا هللا أعنّ‏ ‏ِّي النتصر على كل حكمة العالم . فافعل هذ ا...‏ انت وحدك ... ألن هذا ليس عملي بل هو عملك .<br />

ال عمل لي ألعمله هنا،‏ وليس لديَّ‏ ما أناضل به ضد عظماء هذا العالم ... لكنّ‏ القضية هي قضيتك ... وهي قضية<br />

عادلة وأبدية.‏ يا رب أعني ! ايها االله األمين غير المتغير،‏ أنا ال أضع ثقتي بانسان ... فكل ما هو <strong>من</strong> االنسان غير<br />

أكيد وال مضمون ، كل ما هو <strong>من</strong> االنسان مآله الفشل،‏ وهو يخذل <strong>من</strong> يتكل عليه ... لقد اخترتني لهذا العمل ... فليتك<br />

تقف الى جانبي ألجل ابنك الحبيب يسوع المسيح الذي هو حصني وترسي وبرج قوتي“‏ )٩٧(.<br />

GC 173.3}{<br />

لقد سمحت عناية هللا الحكيمة للوثر أن يتحقق <strong>من</strong> الخطر الذي يتهدده حتى ال يثق بقوته ويندفع الى الخطر في<br />

طيش،‏ ومع ذلك فان ما كان يحدق به ويتهدده لم يكن خوفه <strong>من</strong> اآلالم الشخصية أو <strong>من</strong> العذاب او الموت الذي بدا<br />

ماثال أمامه.‏ لقد واجه تلك االزمة وهو يحس بعجزه عن مواجهتها،‏ فقد يخسر قضية الحق بسبب ضعفه . وجاهد مع<br />

هللا ال ألجل سالمته بل ألجل نصرة االنجيل . وكما كان ضيق يعقوب في صراع تلك الليلة بجوار ذلك المجرى<br />

ال<strong>من</strong>عزل،‏ كذلك كان عذاب لوثر وحربه النفسية . وكيعقوب جاهد مع المالك وغلب . ففي عجزه التام ثبت ايمانه في<br />

المسيح المخلص القدير . وقد تقوّ‏ ى بيقين كونه لن يقف أمام المجلس وحده،‏ فعاد السالم الى نفسه،‏ وفرح ألنه قد سُمح<br />

له بأن يرفع كلمة هللا أمام رؤساء األمم.‏ }{174.1 GC<br />

واذ استند عقل لوثر الى هللا تأهب للصراع الذي أمامه . وجعل يفكر في خطة اجابته،‏ واطلع على بعض فصول<br />

<strong>من</strong> كتبه واستخرج <strong>من</strong> االسفار المقدسة أدلة <strong>من</strong>اسبة لتدعيم موقفه . ثم اذ وضع يسراه على الكتاب المقدس ا لذي كان<br />

مفتوحاً‏ أمامه رفع ي<strong>من</strong>اه الى السماء ونذر ‏”ان يظل أمينا لالنجيل،‏ وبكل صراحة وحرية يعترف بايمانه حتى ولو ختم<br />

شهادته بدمه“‏ .)٩٨( 174.2}{ GC<br />

امام المجلس ثانية<br />

عندما ادخل مرة أخرى أمام المجمع لم يكن يبدو على وجهه خوف أو ارتباك.‏ ومع أنه كان هادئا ومسالما فقد كان<br />

شجاعا ونبيال جدا،‏ وهكذا وقف كشاهد هلل بين عظماء االرض . وطلب <strong>من</strong>ه ضابط االمبراطور اآلن أن يدلي بقراره<br />

بما اذا كان يتبرأ <strong>من</strong> تعاليمه أم ال . فقدم لوثر جوابه بصوت مكبوت متواضع <strong>من</strong> دون عنف أو غضب . وكان يبدو<br />

عليه الخجل واالستحياء والوقار،‏ ومع ذلك فقد أبدى ثقة وفرحا أدهشا المحفِّل.‏ }{175.1 GC<br />

قال لوثر:‏ ‏”يا جاللة االمبراطور الموقر ويا أصحاب السمو األمراء ويا أيها السادة االجالء،‏ اني أمثل أمامكم<br />

اليوم امتثاال لألمر الذي صدر اليَّ‏ أمس،‏ واني أناشدكم يا صاحب الجاللة ويا أصحاب السمو أن تصغوا بحلمكم الى<br />

الدفاع الذي سأقدمه عن قضية أن ا واثق <strong>من</strong> عدالتها وصدقه ا.‏ فاذا كنت أخالف عادات المحاكم وآدابها جهال <strong>من</strong>ي فأنا<br />

التمس <strong>من</strong>كم الصفح والتجاوز عن أخطائي ألني لم أنشأ في قصور الملوك بل في حجرة احد االديرة“‏ )٩٩(.<br />

GC {<br />

175.2}<br />

ثم اذ تقدم لالجابة عن السؤال الموجه اليه قرر أن كتبه ليست كلها <strong>من</strong> نوع واحد . فبعضها تن اول موضوع<br />

االيمان واالعمال الصالحة . وقد شهد حتى اعداؤه انفسهم ان هذه الكتب ليست عديمة الضرر بل نافعة . فالتبرؤ <strong>من</strong>ها<br />

معناه ادانة حقائق تعترف بها جميع االحزاب . والصنف الثاني <strong>من</strong> الكتب تناول مفاسد البابوية وفضائحها.‏ وسحب<br />

هذه المؤلفات يزيد <strong>من</strong> طغيان روما ويفتح ا لباب على مصراعيه لمزيد <strong>من</strong> المعاصي . أما النوع الثالث <strong>من</strong> كتبه فقد

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!