21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

غيوم في االفق<br />

ولم يكن لوثر ليسير في رحلته الخطرة وحده،‏ ففضال عن رسول االمبراطور صمم ثالثة <strong>من</strong> أشجع اصدقائه على<br />

مرافقته . وكان ميالنكثون يرغب بكل لهفة ان يصحبهم.‏ كان قلبه مرتبطا بقلب لوثر،‏ وكان يتوق الى اتباعه الى<br />

السجن أو الموت اذا دعت الضرورة . لكنّ‏ توسالته رفضت . فلو مات لوثر فان االمل في بقاء االصالح وتقدمه<br />

سيتركز في ذلك الشاب . قال المصلح وهو يودع ميالنكثون:‏ ‏”اذا لم أرجع وقتلني اعدائي فداوم أنت على التعليم<br />

وابقَ‏ ثابتاً‏ في الحق وجاهد بدالً‏ <strong>من</strong>ي...‏ فان بَقَيت انت حيا فلن يكون لموتي كبير أهمية“‏ )٨٧(. تأثر الطلبة<br />

والمواطنون الذين اجتمعوا لمشاهدة لوثر وهو يرحل تأثرا عظيم ا.‏ وان جمعا كبيرا م<strong>من</strong> كانوا قد تأثروا بتعاليم<br />

االنجيل ودّعوه وهم يبكون . وهكذا سافر المصلح ورفاقه <strong>من</strong> وتنبرج.‏ }{166.2 GC<br />

وفيما كانوا مسافرين الحظو ا أن عقول الناس كانت متضايقة <strong>من</strong> جراء التطيرات الكئيبة . وفي بعض المدن لم<br />

يقابَلوا باالكرام . وعندما مالوا ليبيتوا تلك الليلة عبَّر كاهن صديق عن مخاوفه برفعه أمام عيني لوثر صورة مصلح<br />

ايطالي قاسى آالم االستشهاد . وفي اليوم التالي علموا أن مؤلفات لوثر قد حُرمت وحكم ببطالنها في ورمس . وكان<br />

رسل االمبراطور يعلنون حكمه ويذيعونه ويدعون الشعب الي احضار تلك الكتب المصادرة الى الحكام . واذ كان<br />

رسول االمبراطور يخشى على سالمة لوثر في المجلس ويظن أن عزمه قد تزعزع سأله عما اذا كان ال يزال راغبا<br />

في التقدم في سيره فأجابه قائال:‏ ‏”ولو وقع عليَّ‏ الحرم في كل مدينة فال بد <strong>من</strong> ذهابي“‏ )٨٨(.<br />

يعظ في ارفرت<br />

GC 168.1}{<br />

وفي أرفرت قوبل لوثر بكل اكرام . فاذ كان محاطا بجموع المعجبين سار في شوارع تلك المدينة التي كان قبال<br />

يسير فيها حامال مزود المتسولين . ثم زار غرفته في الدير وجعل يفكر في المصارعات التي عن ط ريقها أشرق<br />

على نفسه النور الذي صار اآلن يغمر كل الماني ا.‏ وقد ألحوا عليه أن يقدم عظة،‏ ومع أن ذلك كان محظورا عليه<br />

فان الرسول الموفد اليه اذن له بذلك . ولذلك اعتلى ال<strong>من</strong>بر ذاك الذي كان قبالً‏ راهباً‏ كادحاً‏ في هذا الدير.‏<br />

GC {<br />

168.2}<br />

وقد خاطب ذلك الجمع الحاشد بكالم المسيح ق ائال:‏ ‏”سالم لكم“.‏ ثم قال:‏ ‏”لقد حاول الفالسفة واالساتذة والكُتَّاب<br />

أن يعلموا الناس الطريق للحصول على الحياة االبدية فلم يفلحو ا.‏ ولكني سأحدثكم عنه اآلن ... لقد أقام هللا رجال <strong>من</strong><br />

بين االموات،‏ الرب يسوع المسيح،‏ لكي يبيد الموت ويستأصل الخطيئة ويغلق أبواب الجحيم . هذا هو عمل الخالص<br />

... لقد غلب المسيح ! هذا هو الخبر السار،‏ ونحن قد خلصنا بعمله ال بأعمالن ا...‏ لقد قال ربنا يسوع المسيح : ‏”سالم<br />

لكم،‏ أنظروا يدي“،‏ أي أنظر أيه ا االنسان اني أنا <strong>من</strong> دون سواي الذي رفعت خطاياك وافتديتك،‏ واآلن لك السالم<br />

قال الرب“.‏ }{168.3 GC<br />

وتابع حديثه مب ينا أن االيمان الحقيقي يظهر في الحياة المقدسة،‏ قال:‏ ‏”بما ان هللا قد خلصنا فلنعمل اعمالنا بحيث<br />

تكون مقبولة لديه . أأنت غني؟ أجعل أموالك تخدم حاجات الفقراء . وهل أنت فقير؟ لتكن خدماتك مقبولة لدى<br />

االغنياء.‏ فان كان عملك نافعا لك وحدك فخدمتك التي تتظاهر بتقديمها هلل هي كذب“‏ )٨٩(. }{169.1 GC<br />

كان الناس يصغون وقد سحرتهم تلك االقوال . لقد كسر خبز الحياة لتلك النفوس الجائعة . وقد رُ‏ فع المسيح أمامهم<br />

أعلى <strong>من</strong> الباباوات والسفراء واالباطرة والملوك . ولم يُشِّر لوثر الى مركزه المحفوف بالمخاطر،‏ ولم يحاول أن<br />

يجعل نفسه موضو ع التفكير او العطف . فاذ كان يتأمل في المسيح لم يكن يرى ذاته،‏ بل اختفى خلف رجل جلجثة،‏<br />

محاوال أن يقدم يسوع وحده كفادي الخطاة.‏ }{169.2 GC<br />

شجاعة المصلح<br />

77

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!