21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

فرصة للكالم . فاذ رأى لوثر انه لو استمر المؤتمر على ه ذه الحال فسيكون عقيما استطاع اخيرا ان يحصل <strong>من</strong><br />

السفير على اذن بتقديم جوابه كتابة،‏ وان يكن على مضض.‏ }{150.2 GC<br />

كتب لوثر الى صديق له يقول:‏ ‏”وبهذا العمل يجني المظلوم كسبا مضاعفا:‏ اوال ألن الرسالة المكتوبة يمكن أن<br />

يطلع عليها آخرون ليحكموا للكاتب أو عليه،‏ وثانيا ألن االنس ان تكون لديه فرصة افضل للتأثير على مخاوف<br />

طاغية متكبر يهذي ويفضل باالحرى ان يغلب بكالمه المتغطرس،‏ وربما على ضميره أيضاَ“‏ )٦٤(.<br />

GC<br />

{<br />

151.1}<br />

وفي االجتماع التالي قدم لوثر تفسيرا واضحا موجزا مؤثرا آلرائه،‏ وكان يستند في ذلك الى اقتباسات كثيرة <strong>من</strong><br />

كلمة هللا . فبعدما قرأ هذه الورقة بصوت عال سلمها الى الكردينال الذي القاها جانبا بكل احتقار معلنا انها مجموعة<br />

اقوال تافهة واقتباسات في غير محله ا.‏ وقد ثار لوثر بسبب هذا الكالم وتقدم لمواجهة المبعوث المتكبر في ميدانه،‏ أي<br />

تقليد الكنيسة وتعاليمها،‏ فهدم كل ادعاءاته.‏ }{151.2 GC<br />

وعندما رأى السفير انه ليس نداً‏ اذ قد عجز عن االجابة على حججه لم يستطع ضبط نفسه،‏ ففي غضب واهتياج<br />

صاح قائال للوثر:‏ ‏”تراجع واال فسأرسلك الى روما لتمثل هناك أمام القضاة المفوَّ‏ ض اليهم االطالع على قضيتك.‏ اني<br />

الحر<strong>من</strong>َّك وكل مشايعيك وكل مؤيديك ومشجعيك وسأخرجهم <strong>من</strong> الكنيسة“.‏ واخيرا اعلن بنغمة متعجرفة غاضبة<br />

قائال:‏ ‏”تراجع واال فال ترجع<br />

” ثانية“‏ .)٦٥( 151.3}{ GC<br />

انسحب المصلح واصدقاؤه على الفور،‏ وبذلك اعلن بكل جالء اال يُنتظر <strong>من</strong>ه ان يتراجع . ولم يكن الكردينال<br />

يرمي الى ذلك . لقد كان يخدع نفسه انه بواسطة العنف والقسوة سيرعب لوثر بحيث يخضع . اما اآلن وقد تُرك<br />

وحده مع مساعديه فقد جعل ينظر اليهم واحدا فواحدا.‏ وقد اغتم غما شديدا لحبوط مؤامراته.‏ }{151.4 GC<br />

ولم تكن جهود لوثر في هذه ال<strong>من</strong>اسبة بال نتائج حسنة . فلقد أتيحت لذلك الجمع الكبير فرصة للمقارنة بين<br />

الرجلين،‏ وليحكموا بأنفسهم بشأن الروح التي ظهرت عند كل <strong>من</strong>هما كما بشأن قوته وصدق موقفه . وكم كان الفارق<br />

عظيماً‏ ! لقد وقف المصلح البسيط الوضيع الثابت في مل ءِّ‏ قوة هللا،‏ والحق الى جانبه . أما ممثل البابا فكان صلِّفا<br />

معتزا بنفسه ومتشامخا وغير واقعي،‏ ولم يقدم حجة واحدة <strong>من</strong> كالم هللا،‏ ومع ذلك ففي حمو غضبه كان يصرخ قائال:‏<br />

‏”تراجع واال فسترسل الى روما لتنال جزاءك“.‏ }{151.5 GC<br />

الهروب <strong>من</strong> اوجسبرج<br />

وعلى الرغم <strong>من</strong> أن لوثر كان بيده صك االمان فقد كان البابويون يتآمرون للقبض عليه وايداعه السجن . وتباحث<br />

اصدقاؤه معه قائلين انه <strong>من</strong> العبث ان يطيل اق امته هناك بل عليه ان يعود الى وتنبرج بال ابطاء وان يلزم جانب<br />

الحذر الشديد الخفاء مقاصده . ولذلك فقد غادر اوجسبرج قبل الفجر ممتطيا صهوة جواد في صحبة دليل قدمه اليه<br />

الحاكم . فسار مخترقا شوارع المدينة المظلمة الساكنة في تكتم شديد وقد اكتنفت نفسه التطيرات . اما اال عداء<br />

اليقظون القساة فكانوا يتآمرون الهالكه . فهل سيفلت <strong>من</strong> االشراك ال<strong>من</strong>صوبة له؟ لقد كانت تلك اللحظات لحظات<br />

جزع وصلوات حارة . وقد وصل لوثر الى باب صغير في سور المدينة فاذ فُتح له خرج <strong>من</strong>ه هو ودليله <strong>من</strong> دون مانع<br />

. فما إن خرجا <strong>من</strong> المدينة سالمين حتى أسرع ذانك الهار بان يفران بعيد ا.‏ وقبلما علم السفير برحيل غريمه كان<br />

لوثر قد ابتعد عن مضطهديه . لقد انهزم الشيطان ورسله اذ افلت <strong>من</strong>هم الرجل الذي ظنوا انه قد وقع في قبضة ايديهم،‏<br />

نجا العصفور <strong>من</strong> فخ الصياد.‏ }{152.1 GC<br />

واذ علم مبعوث البابا نبأ هروب لوثر غمرته دهشة وغضب عظيمان . لقد كان يظن انه سيحصل على كرامة<br />

عظيمة ألجل حكمته وثباته في معاملة هذا الرجل الذي ازعج سالم الكنيسة،‏ ولكن خاب امله . وقد عبَّر عن غضبه<br />

69

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!