21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

62<br />

كان قلب لوثر عامرا بخوف هللا،‏ وهذا أعانه على االحتفاظ بثباته في غرضه وقاده الى االتضاع العميق أمام هللا .<br />

وكان في نفسه احساس دائم بوجوب االعتماد على معونة هللا،‏ فلم يهمل أن يبدأ يومه بالصالة،‏ بينما كان قلبه يخفق<br />

دائماً‏ بطلب االرشاد والعون . وكثيراً‏ ما كان يقول:‏ ‏”الصالة المخلصة الزمة للدرس والتحصيل“‏ )٤٦(.<br />

GC<br />

{<br />

136.1}<br />

واذ كان لوثر في احد األيام يفحص بعض الكتب في مكتبة الجامعة وجد كتابا مقدسا مكتوبا بالالتينية . ولم يسبق<br />

له أن رأى مثل ذلك الكتاب،‏ وكان يجهل تماما حتى مجرد وجوده . كان قد سمع بعض فصول <strong>من</strong> االنجيل والرسائل<br />

كانت تتلى على الشعب في ا لعبادة العامة،‏ وكان يظن انها هي كل الكتاب . اما اآلن فها هو ألول مرة يرى كل كالم<br />

هللا بين دفتي كتاب . فبرهبة ممتزجة بالدهشة جعل يقلب صفحات ذلك السفر المقدس . واذ كانت نبضاته تسرع وقلبه<br />

يخفق بدأ يقرأ لنفسه كالم الحياة . كان بين الحين واآلخر يتوقف ليصرخ قائال:‏ ‏”ليت هللا يعطيني هذا الكتاب ليكون<br />

ملكي الخاص!“‏ )٤٧(. وكان مالئكة السماء واقفين الى جواره،‏ وانحدرت <strong>من</strong> عرش هللا أشعة <strong>من</strong> النور لتكشف<br />

لعقله كنوز الحق.‏ وكان دائما يخشى أن يغضب هللا،‏ أما اآلن فان االقتناع العميق بأنه خاطئ استولى عليه كما لم<br />

يحدث <strong>من</strong> قبل.‏ }{136.2 GC<br />

يتوق الى السالم مع هللا<br />

هذا وان رغبته الحارة في التحرر <strong>من</strong> الخطيئة والحصول على السالم مع هللا قادته اخيرا الى دخول احد االديرة<br />

وتكريس نفسه لحياة الرهبنة . وفي ذلك الدير طُلب <strong>من</strong>ه ممارسة أحط الوان الكدح المذل فيذهب <strong>من</strong> بيت الى بيت<br />

مستجديا أهل االحسان . وكان اذ ذاك في سن تجعل االنسان يتوق الى الظفر باحترام الناس وتقديرهم . لكنّ‏ هذه<br />

الممارسات الحقيرة كان فيها قدر كبير <strong>من</strong> االماتة لمشاعره الطبيعية . وتحمل هذا االذالل بصبر اذ كان يعتقد أنه<br />

ضروري له بسبب خطاياه.‏<br />

GC 137.1}{<br />

كان ينفق في الدرس كل لحظة تتاح له بعد اداء واجباته اليومية،‏ حار ما نفسه النوم بل مستكثرا عليها الدقائق التي<br />

كان يقضيها في تناول طعامه البسيط.‏ وكان يفرح بدرس كلمة هللا أكثر <strong>من</strong> فرحه بأي شيء آخر . فقد وجد كتابا<br />

مقدسا مربوطا بالسالسل الى جدران الدير فكان يذهب الى هناك كثير ا.‏ واذ تعمق في نفسه التبكيت على الخطيئة<br />

إجتهد في الح صول على الغفران والسالم عن طريق أعماله الذاتية . وعاش عيشة غاية في الصرامة،‏ محاوال<br />

بواسطة الصوم والصلوات التي كان يتلوها في الليل والجلد الذي كان يفرضه على نفسه أن يقهر شر طبيعته الذي لم<br />

تستطع حياة النسك ان تحرره <strong>من</strong>ه . ولم يتراجع أمام أي تضحية يبلغ بواسطتها الى طهارة القلب التي قد توقفه مبَّررا<br />

أمام هللا . وقال فيما بعد:‏ ‏”لقد كنت في الحق راهبا تقيا وأتبعت قوانين رهبانيتي بدقة اعجز عن التعبير عنه ا.‏ ولو<br />

أُعطي لراهب أن يرث السماء بأعمال النسك التي يمارسها لكان لي الحق في امتالكها ... ولو استمرت على ذلك مدة<br />

أطول ألودى بي قمع الجسد واذالل النفس الى الموت“‏ )٤٨(. وكان <strong>من</strong> نتائج هذا النظام المؤلم أن خارت قواه<br />

وقاسى كثيرا <strong>من</strong> جراء تشنجات اغمائية لم يشفَ‏ <strong>من</strong>ها شفاء كامال . ولكن مع كل تلك الجهود لم تجد نفسه المثقلة<br />

راحة.‏ وأخيرا انساق الى حفاة اليأس.‏ }{137.2 GC<br />

عندما بدا للوثر أن كل أمله قد ضاع دبر له هللا صديقا ومعين ا.‏ ذلك أن ستوبتز التقي فتح ذهن لوثر أمام كلمة هللا<br />

وأمره بأن يحول نظره بعيدا <strong>من</strong> نفسه ويترك التفكير في القصاص االبدي ألجل انتهاك شريعة هللا وينظر الى يسوع<br />

المخلص غافر الخطاي ا.‏ ثم قال له:‏ ‏”بدال <strong>من</strong> تعذيبك نفسك ألجل خطاياك ألق بنفسك بين ذراعي الفادي . ثق به،‏ في<br />

بر حياته وكفارته وموته ... اصغ الى ابن هللا.‏ لقد صار انسانا لي<strong>من</strong>حك يقين الرضى االلهي“.‏ ‏”أحب ذاك الذي أحبك<br />

قبال“‏ )٤٩(. هكذا تكلم رسول الرحمة ذاك فأثر كالمه في عقل لوثر تأ ثيرا عميق ا.‏ فبعد مصارعات كثيرة وطويلة<br />

مع أخطائه التي احتضنها طويال استطاع فهم الحق،‏ فحل السالم في نفسه المضطربة.‏ }{138.1 GC<br />

استاذ في الجامعة

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!