21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

32<br />

الجليل وبركات حياتهم اليومية البسيطة . وقد تعلم الصغار ان ينظروا بشكر الى هللا الذي <strong>من</strong> عنده تنحدر كل النعم<br />

والتعزيات.‏ 74.2}{ GC<br />

هذا،‏ وان اآلباء مع ما كانوا يضمرونه الوالدهم <strong>من</strong> رقة ومحبة لم يفرطوا في حبهم لهم الى حد السماح لهم بأن<br />

يتعودوا االنغماس في الملذات . ذلك أن الحياة التي أمامهم كانت حياة التجارب والمشقات،‏ وقد تُختم باالستشهاد،‏ لذا<br />

درّ‏ بوهم <strong>من</strong>ذ طفولتهم على الصبر والقسوة وضبط النفس،‏ واالعتماد على أنفسهم في العمل والتفكير،‏ فتعلم االبناء <strong>من</strong>ذ<br />

الصغر ان يتحملوا المسؤوليات ويتحفظوا في كالمهم،‏ كما تعلموا حكمة الصمت:‏ ذلك ألن كلمة واحدة طائشة تقع<br />

على مسامع اعدائهم كانت كفيلة بأن توقع في الخطر ليس قائلها وحده بل مئات <strong>من</strong> اخوته،‏ الن اعداء الحق كانوا<br />

يطاردون كل <strong>من</strong> يجرؤ على الجهر بأن له الحرية في اختيار العقيدة الدينية التي تروقه،‏ كما تطارد الذئاب قطيعا <strong>من</strong><br />

الخراف.‏ 74.3}{ GC<br />

لقد ضحى الولدنسيون بالنجاح العالمي وكل أسباب الرفاهية الجل الحق.‏ وبكل مواظبة وصبر جعلوا يكدون لجمع<br />

قوتهم . فكل بقعة تصلح للزرع بين الجبال اصلحت بكل عناية،‏ والوديان وجوانب التالل االقل خصوبة اصلحت<br />

لتجود بثمار وفيرة . وكان االقتصاد وانكار الذات الصارم جزءا <strong>من</strong> التهذيب الذي أخذه االبناء عن آبائهم . وقد تعلم<br />

االبناء ان هللا يقصد ان تكون حياتهم تدريبا دائما،‏ وانه يمكنهم الحصول على ما يحتاجون اليه بالكد والعمل<br />

الشخصي،‏ بالحكمة والتبصر والحرص وااليمان . وكان نمط العيش هذا يتطلب الكد والمشقة،‏ ولكنه كان مصدر<br />

صحة لهم قوّ‏ ى عزائمهم وعضالتهم،‏ وهذا هو ما يحتاج اليه االنسان في حالته،‏ حالة السقوط،‏ وهو المدرسة التي<br />

اعدها هللا لتدريبه وتنمية قواه . ومع تعوُّ‏ د الشباب حياة الكد والعمل المضني لم تُغفل تماما الثقافة العقلية . فلقد تعلموا<br />

ان كل قواهم هي ملك هلل وانه ينبغي لهم اصالحها كلها وتحسينها وتنميتها ألجل خدمته.‏ }{76.1 GC<br />

كارزون غيورون ومضحّون<br />

كانت كنائس الولدنسيين أو الفودوا شبيهة بالكنيسة الرسولية االولى في طهارتها وبساطته ا.‏ فاذ رفضوا سيادة<br />

البابا واالساقفة تمسكوا بالكتاب المقدس على أنه السلطة العليا الوحيدة المعصومة <strong>من</strong> الخط أ.‏ ورعاتهم الذين كانوا<br />

يختلفون اختالفا بينا عن كهنة روما المتعجرفين اتبعوا مثال سيدهم الذي ‏”لم يأت ليُخدم بل ليَخدم“.‏ كانوا يرعون<br />

قطيع هللا ويربضونهم في المر اعي الخضر ويوردونهم ينابيع المياه الحية اي كلمته المقدسة . فهناك،‏ بعيدا <strong>من</strong> تماثيل<br />

الفخامة البشرية والكبرياء،‏ اجتمع الشعب ليس في كنائس فخمة او كاتدرائيات مهيبة بل تحت ظالل الجبال في وديان<br />

األلب . وفي اوقات الخطر كانوا يلجأون الى حصن بين الصخور ليصغوا الى كالم الحق <strong>من</strong> أفواه خدام المسيح . ولم<br />

يكتف الرعاة بال<strong>من</strong>اداة باالنجيل بل كانوا يزورون المرضى ويعلّ‏ ‏ِّمون االطفال ويُنذرون المخطئين ويدأبون في فض<br />

ال<strong>من</strong>ازعات وانهاء الخصومات وانماء روح الوفاق والمحبة االخوية . وفي اوقات السلم كان الشعب يعولونهم<br />

بتقدماتهم الطوعية . ولكن كما كانت لبولس حرفة هي صناعة الخيام،‏ كذلك تعلم كل <strong>من</strong>هم حرفة او مهنة يعول بها<br />

نفسه عندما تدعو الضرورة.‏ }{76.2 GC<br />

ولقد تلقى الشباب تعليمهم على ايدي رعاتهم . فعندما كانوا يدرسون العلوم العامة كان الكتاب المقدس مادة<br />

دراستهم الرئيسة . فحفظوا ما ورد في انجيلي متى ويوحنا عن ظهر قلب فضال عن كثير <strong>من</strong> الرسائل . ثم انهم كانوا<br />

يقضون بعض وقتهم في نسخ الكتاب المقدس . وكانت بعض تلك المخطوطات تحتوي على الكتاب كله،‏ لكنّ‏ البعض<br />

اآلخر كان يحتوي على مختارات <strong>من</strong>ه فقط . وكان بعض القادرين <strong>من</strong>هم يضيفون الى تلك المختارات شروحا بسيطة<br />

لبعض اآليات.‏ وهكذا ظهرت للمأل كنوز الحق التي كان <strong>من</strong> قد تعظموا على هللا قد اخفوها عن الناس امدا<br />

طويال.‏ 77.1}{ GC<br />

فبصبر عظيم وجهد ال يكل نُسخت الكتب المقدسة احيانا في مغاور االرض السحيقة المظلمة على نور المشاعل،‏<br />

كتبت آية بعد آية واصحاحا بعد اصحاح . وهكذا استمر العمل،‏ وهكذا كانت ارادة هللا المعلنة تلمع كالذهب الخالص،‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!