21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

29<br />

الفصل الرابع — حاملي الحقيقة<br />

في وسط الظالم الدامس الذي جثم على األرض في أثناء الفترة الطويلة التي كانت السيادة فيها للبابوات لم يكن<br />

ممكنا ان ينطفئ نور الحق تمام ا.‏ فلقد كان هلل شهود في كل عصر — رجال اعتنقوا االيمان بالمسيح كالوسيط<br />

الوحيد بين هللا والناس . وتمسكوا بالكتاب المقدس كالقانون الوحيد للحياة،‏ وكانوا يقدسون السبت الحقيقي . ولن<br />

تعرف شعوب األجيال القادمة عظم الدَّين الكبير الذي في اعناقهم تجاه اسالفهم المجاهدين . لقد وُ‏ صموا بالهرطقة<br />

وكُذّ‏ ‏ِّبت نواياهم وبواعثهم وصودرت كتاباتهم أو احرقت وعاب االعداء اخالقهم،‏ ومع ذلك فقد ظلوا راسخين كالطود<br />

. و<strong>من</strong> جيل الى جيل ظلوا محتفظين بايمانهم في نقاوته كميراث مقدس لألجيال الالحقة.‏<br />

GC 68.1}{<br />

ان تاريخ شعب هللا في العصور المظلمة التي بدأت <strong>من</strong>ذ صارت السيادة لروما هو سجل حافل باالحداث ومكتوب<br />

في السماء،‏ وان كان أهل العالم ال يعطونه المكانة الالئقة به . وقليلة هي اآلثار الدالة على وجودهم اللهم اال في<br />

اتهامات مضطهديهم . فلقد كانت سياسة روما تهدف الى محو كل آثار االنشقاق والخروج على عقائدها وقوانينها،‏<br />

فكل ما كانت تعتبره هرطقة عمدت الى مالشاته سواء أكان مؤلفات أو أناس ا.‏ فكالم الشك أو التساؤل في ما يختص<br />

بسلطة تعاليم البابا كان كفيال بأن يضيّ‏ ‏ِّع حق االنسان في الحياة سواء كان <strong>من</strong> األغنياء أو الفقراء،‏ العظماء أو األدنياء<br />

. وعمدت روما أيضاً‏ <strong>إلى</strong> إحراق كل الوثائق التي تثبت قسوتها على ال<strong>من</strong>شقين عليها،‏ فلقد اصدرت المجامع البابوية<br />

أوامرها بحرق مثل تلك السجالت . قبل اختراع المطابع كانت الكتب قليلة العدد ونادرة الوجود،‏ وكانت ذات احجام<br />

كبيرة بحيث لم يسهل حفظها،‏ ولهذا فلم يكن ما ي<strong>من</strong>ع رجال كنيسة روما <strong>من</strong> تنفيذ اغراضهم.‏<br />

GC 68.2}{<br />

لم تُترك كنيسة ض<strong>من</strong> حدود سيادة روما تنعم بحرية ضميرها <strong>من</strong> دون ازعاج.‏ فما ان حصلت البابوية على<br />

السلطان حت ى مدت يديها لتسحق كل <strong>من</strong> رفضوا االعتراف بسيادتها،‏ وهكذا خضعت الكنائس لسلطانها الواحدة في<br />

أثر االخرى.‏ }{69.1 GC<br />

في بريطانيا العظمى كانت المسيحية البدائية قد جذّرت اصوله ا.‏ فاالنجيل الذي قبله البريطانيون في القرون<br />

االولى لم يكن االرتداد الروماني قد افسده . وكانت االضطهاد ات التي أثارها االباطرة الوثنيون والتي امتدت حتى<br />

الى هذه السواحل النائية هي الهدية الوحيدة التي حصلت عليها الكنائس <strong>من</strong> عاصمة االمبراطورية.‏ وكثيرون <strong>من</strong><br />

المسيحيين الذين هربوا <strong>من</strong> االضطهاد الواقع عليهم في انجلترا وجدوا ألنفسهم مالذا في اسكوتالنده،‏ و<strong>من</strong> هناك انتقل<br />

الحق الى ايرالنده،‏ وفي كل هذه االقطار قبل الناس الحق بفرح.‏<br />

GC 69.2}{<br />

عندما غزا السكسون بريطانيا كانت الوثنية سائدة على البالد . وقد استنكف الغزاة وترفعوا عن أن يتلقوا التعليم<br />

<strong>من</strong> ايدي عبيدهم،‏ فأرغم المسيحيون على التراجع الى الجبال والقفار الموحشة،‏ ومع ذلك فالنور الذ ي احتجب الى<br />

حين ظل مشتعال . وبعد ذلك بقرن <strong>من</strong> الزمان كان ذلك النور يضيء في اسكوتالنده بلمعان عظيم امتد الى بلدان<br />

بعيدة . و<strong>من</strong> ايرالنده أتى كولومبا التقي ومعاونوه الذين جمعوا حولهم المؤ<strong>من</strong>ين المشتتين في جزيرة أيونا الموحشة<br />

وجعلوها مركز خدماتهم الكرازية . ووجد بين اولئك الكارزين رجل كان يحفظ السبت الكتابي،‏ وهكذا قُدم هذا الحق<br />

الى الناس،‏ فانشئت في أيونا مدرسة خرج <strong>من</strong>ها المرسلون ليس الى اسكوتالنده وانجلترا وحدهما بل أيضا الى المانيا<br />

وسويسرا،‏ وحتى الى ايطاليا نفسها.‏ }{69.3 GC<br />

فرق مدهش<br />

لكنّ‏ روما رنت بنظرها الى بريطانيا وعق دت العزم على اخضاعها لسيادتها.‏ ففي القرن السادس أخذ مرسلوها<br />

على عاتقهم أمر هداية السكسون الوثنيين . وقد قوبلوا بكل سرور وترحيب <strong>من</strong> البرابرة المتكبرين فاستمالوا آالفاً‏<br />

كثيرة <strong>من</strong>هم الى العقيدة الرومانية . واذ تقدم العمل اصطدم الرؤساء البابويون والمهتدون بالمسيحيين االصليين،‏ وبدا<br />

الفرق مدهشا بين الفريقين:‏ فقد كان المسيحيون قوما بسطاء متواضعين ومتمسكين بمبادئ الكتاب المقدس في

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!