21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

:<br />

٣<br />

الفصل الثالث و الثالثون — الخدعة االولى العظيمة<br />

<strong>من</strong>ذ بدء تاريخ االنسان شرع الشيطان يبذل محاوالته ليخدع جنسن ا.‏ فذاك الذي حرَّ‏ ض ساكني السماء على<br />

الثورة اراد ان يجعل سكان االرض يشتركون معه في حربه ضد حكم هللا وسلطانه . لقد كان آدم وحواء في <strong>من</strong>تهى<br />

السعادة وهما يطيعان شريعة هللا،‏ وكانت هذه الحقيقة شهادة دائمة ضد االدعاء الذي اشاعه الشيطان في السماء،‏<br />

والقائل بأن شريعة هللا ظالمة وصارمة وهي تتعارض مع خير خالئقه . وفضال عن هذا فإن الشيطان ثار حسده وهو<br />

يرى ذلك البيت الجميل الذي قد أعد لذينك الزوجين البارين،‏ فعقد العزم على اسقاطهما،‏ حتى اذا فصل بينهما وبين<br />

هللا واخضعهما لسلطانه يمكنه ان يمتلك االرض،‏ وفيها يوطد مملكته،‏ و<strong>من</strong>ها يقاوم حكم هللا العلي.‏ }{578.1 GC<br />

ولو كان الشيطان قد اظهر نفسه على حقيقتها لطرد في الحال الن آدم وحواء كانا قد أنذرا بالحذر <strong>من</strong> هذا العدو<br />

الخطر،‏ لكنّه كان يحيك مؤامراته في الظالم مخفيا نواياه ليتمم غرضه ويصل الى هدفه بطريقة فعالة . واذ اتخذ<br />

الحية وسيلة ومطية له،‏ وكانت آنذاك مخلوقة ساحرة في <strong>من</strong>ظرها،‏ تقدم <strong>من</strong> حواء فقال:‏ ‏”أحقا قال هللا ال تأكال <strong>من</strong> كل<br />

شجر الجنة؟“‏ ‏)تكوين ١(. ولو كفَّت حواء عن الدخول في جدال مع المجر ب لسلمت <strong>من</strong>ه ‏،ولكنها خاطرت<br />

بنفسها ب<strong>من</strong>اقشته فسقطت فريسة مكايده . وهكذا ينهزم كثيرون . فهم يشكون ويجادلون في مطالب هللا وبدال <strong>من</strong> اطاعة<br />

االوامر االلهية يقبلون النظريات البشرية التي تختفي تحتها مكايد الشيطان.‏<br />

GC 578.2}{<br />

‏”فقالت المرأة للحية <strong>من</strong> ثمر الجنة نأكل . وأما ثمر الشجر ة التي في وسط الجنة فقال هللا ال تأكال <strong>من</strong>ه وال تمساه<br />

لئال تموت ا.‏ فقالت الحية للمرأة لن تموتا بل هللا عالم أنه يوم تأكالن <strong>من</strong>ه تنفتح عينكما وتكونان كاهلل عارفين الخير<br />

والشر“‏ ‏)تكوين ٥(. لقد أعلن الشيطان انهما سيكونان كاهلل،‏ اكثر حكمة وتأهال لحالة وجود اسمى . وقد<br />

خضعت حواء للتجربة وبواسطة تأثيرها سقط آدم في الخطيئة.‏ قبال أقوال الحية ان هللا لم يكن يعني ما قال . شكَّا في<br />

خالقهما وتصورا انه يحد <strong>من</strong> حريتهما وانهما قد يحصالن على حكمة عظيمة ورفعة وسمو لو تعديا شريعته.‏ { GC<br />

579.1}<br />

— ٢ :٣<br />

ولكن ما المعنى الذي اكتشفه آدم بعد س قوطه للقول:‏ ‏”يوم تأكل <strong>من</strong>ه موتا تموت“؟ هل وجده يعني انه سيدخل<br />

حالة وجود اسمى كما قد جعله الشيطان يعتقد ؟ فلو كان االمر كذلك لكان في التعدي والعصيان فائدة وغُنم عظيمان<br />

ولتبرهن ان الشيطان محسن للجنس البشري ذو أياد بيض . لكنّ‏ آدم لم يجد أن هذا هو معنى قول هللا.‏ وقد اعلن الرب<br />

آلدم انه ال بد ان يعود الى االرض التي <strong>من</strong>ها أخذ قصاصا له على خطيئته.‏ ‏”ألنك تراب والى تراب تعود“‏<br />

١٩(. وقد تبرهن صدق قول الشيطان ‏”تنفتح اعينكما“‏ بهذا المعنى فقط . فبعدما عصى آدم وحواء هللا انفتحت<br />

اعينهما ليريا جهالتهما ويفطنا الى غبائهم ا . لقد عرفا الشر وذاقا مرارة ثمار العصيان.‏ }{579.2 GC<br />

‏)تكوين ٣<br />

:<br />

وفي وسط جنة عدن كانت توجد شجرة الحياة التي في ثمارها قوة على اطالة العمر . فلو ظل آدم مطيعا هلل لكان<br />

قد بقي ينعم بالوصول بكل حرية الى هذه الشجرة ولكان يحيا الى االبد . ولكن عندما اخطأ ِّ حُرّ‏ م عليه االكل <strong>من</strong><br />

شجرة الحياة فصار عرضة للموت . ان قول هللا:‏ ‏”انك تراب والى تراب تعود“‏ يشير الى القضاء على الحياة قضاء<br />

مبرماً.‏ 579.3}{ GC<br />

ان الخلود الذي كان االنسان قد وُ‏ عد به لقاء الطاعة اضاعه بعصيانه . ولم يكن آدم يستطيع ان ينقل الى ذريته<br />

شيئا لم يكن هو يمتلكه،‏ ولم يكن هنالك رجاء لجنسنا الساقط لوال ان هللا جعل الخلود في متناول ايدينا اذ بذل ابنه<br />

ألجلن ا.‏ ففي حين ‏”اجتاز الموت الى جميع الناس اذ أخطأ الجميع“‏ فان المسيح ‏”أنار الحياة والخلود بواسطة<br />

يمكن الحصول على الخلود اال بواسطة المس يح وحده . وقد<br />

االنجيل“‏<br />

قال يسوع:‏ ‏”الذي يؤ<strong>من</strong> باالبن له حياة ابدية . والذي ال يؤ<strong>من</strong> باالبن لن يرى حياة“‏ ‏)يوحنا ٣٦(. ويمكن لكل<br />

: ٣<br />

‏)رومية ١٢ : ٥ ؛ ٢ تيموثاوس .)١٠ : ١ وال<br />

272

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!