21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

253<br />

كرسيّ‏ فوق كواكب هللا وأجلس على جبل االجتماع ... اصعد فوق مرتفعات السحاب . اصير مثل العلي“‏ ‏)حزقيال<br />

؛ اشعياء و ١٤(. فبدال <strong>من</strong> أن يجعل هللا هو االعظم واالسمى في عواطف خالئقه ووالئهم حاول<br />

لوسيفر أن يظفر بخدمتهم ووالئهم لنفس ه.‏ واذ كان يصبو الى الكرامة التي قد <strong>من</strong>حها اآلب السرمدي البنه طلب<br />

رئيس المالئكة هذا أن يحصل على السلطان الذي كان <strong>من</strong> حق المسيح وحده أن يستخدمه.‏<br />

GC 538.1}{<br />

١٣ : ١٤<br />

٦ : ٢٨<br />

لقد ابتهج كل سكان السماء وتهللوا بأن يعكسوا مجد الخالق ويذيعوا تسابيحه.‏ واذ كان هللا يتمجد هكذا كان الجميع<br />

ينعمون بالسالم والفرح . لكنّ‏ نغمة ناشزة أفسدت التناسق واالنسجام بين السماويين . فخدمة الذات وتعظيمها،‏ التي<br />

تناقض تدبير الخالق،‏ أيقظت التشاؤم بالشر في العقول التي كان مجد هللا هو أسمى مطلب له ا.‏ لقد توسلت مجالس<br />

السماويين الى لوسيفر.‏ واستعرض ابن هللا أمامه ع ظمة الخالق وصالحه وعدله،‏ وطبيعة شريعته المقدسة غير<br />

المتغيرة ‏.ان هللا نفسه هو الذي أقر نظام السماء،‏ فاذا خرج لوسيفر على ذلك النظام فسيهين صانعه ويجلب على نفسه<br />

الدمار . لكن االنذار المقدم بمحبة ورحمة ال متناهيتين لم يثر في نفسه سوى روح المقاومة . وقد سمح لوسيفر بأن<br />

تتفشى روح الحسد للمسيح،‏ وبذلك صار أشد اصرارا.‏<br />

GC 538.2}{<br />

هذا وان افتخاره بمجده غذى شوقه الى السيادة . فالكرامات السامية التي أوتيها لوسيفر لم تقدر كهبة <strong>من</strong> هللا ولم<br />

يُقدَّم الجلها شكر الى الخالق ‏.لقد افتخر ببهائه ورفعته وتاق الى أن يكون مساويا هلل . كان جند السماء يحبونه<br />

ويوقرونه وكان المالئكة يسرون بتنفيذ اوامره وكان هو متسربال بالحكمة والمجد أكثرر <strong>من</strong> جميعهم.‏ ومع هذا فان<br />

ابن هللا كان هو الملك المعترف به في السماء وواحدا في القدرة والسلطان مع اآلب . وفي كل مشورات هللا كان<br />

المسيح شريكا،‏ في حين لم يُسمح للوسيفر بأن يطلع على مقاصد هللا . وقد تساءل هذا المالك العظيم قائال:‏ ‏”لماذا<br />

تكون السيادة للمسيح؟ ولماذا يكرم هكذا ويتفوق على لوسيفر ؟“‏<br />

تذمر بين المالئكة<br />

GC 539.1}{<br />

فاذ ترك مكانه في محضر هللا المباشر خرج لينشر روح التذمر بين المالئكة.‏ كان يعمل بسرية عجيبة،‏ وقد أخفى<br />

الى حين غرضه الحقيقي تحت مظهر التوقير هلل محاوال ان يثير عدم الرضى عن الشرائع التي تحكم الخالئق<br />

السماوية،‏ موعزا اليهم أنها تفرض عليهم روادع ال ضرورة له ا.‏ ولما كانت طبائع المالئكة مقدسة أصرَّ‏ هو على<br />

وجوب أن يطيعوا ما تمليه عليهم ارادتهم.‏ وقد حاول أن يخلق فيهم عطفا على نفسه اذ صور لهم أن هللا قد عامله<br />

بالظلم حين <strong>من</strong>ح المسيح كرامة سامية . وادعى أنه اذ يصبو الى سلطان اعظم فهو ال يستهدف تعظيم نفسه انما هو<br />

يريد أن يض<strong>من</strong> الحرية لكل ساكني السماء حتى بهذه الوسيلة يبلغوا حالة وجود أسمى.‏ }{539.2 GC<br />

رحمة هللا العظيمة<br />

لكنّ‏ هللا في رحمته العظيمة احتمل لوسيفر وصبر عليه طويال . فلم يحطَّه عن مركزه السامي حالما داخله روح<br />

التذمر وال حتى عندما بدأ يتشدق بادعاءاته الكاذبة أمام المالئكة المخلصين . فلقد أبقي في السماء طويال . وقُدّ‏ ‏ِّم<br />

له الغفران مرة بعد االخرى على شرط التوبة والخضوع . ومثل هذه المساعي التي ال يمكن أن تبتكرها غير المحبة<br />

المحدودة والحكمة االلهية كان القصد <strong>من</strong>ها اقناعه بخطئه . ان روح التذمر لم يسبق ان عرفتها السماء . ولم يكن<br />

لوسيفر نفسه يعرف في البدء الى أين كان <strong>من</strong>ساقا كما لم يدرك طبيعة مشاعر ه على حقيقتها.‏ ولكن بعد أن تبرهن انه<br />

ال يوجد مبرر لتبرمه اقتنع لوسيفر بخطئه،‏ وان مطالب هللا عادلة،‏ وان عليه أن يعترف أمام كل سكان السماء<br />

بعدالتها،‏ فلو فعل هذا ألنقذ نفسه وأنقذ كثيرين <strong>من</strong> المالئكة . لم يكن الى ذلك الحين قد طرح عنه الوالء هلل كلية،‏ ومع<br />

أنه قد ترك مركزه كالكروب المظلل فلو أنه كان راغبا في الرجوع الى هللا معترفا بحكمة الخالق وقانعا بأن يشغل<br />

المركز المعين له في تدبير هللا العظيم لكان قد تثبت في وظيفته.‏ لكنّ‏ كبرياءه <strong>من</strong>عته <strong>من</strong> الخضوع . وبكل اصرار دافع<br />

عن مس لكه وقال انه في غير حاجة الى التوبة وسلم نفسه تمام ليخوض غمار الصراع العظيم ضد صانعه.‏<br />

GC {<br />

539.3}

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!