21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

17<br />

الفصل الثاني — نيران االضطهاد<br />

عندما اعلن يسوع لتالميذه عن مصير اورشليم ومشاهد مجيئه الثاني انبأهم ايضاً‏ باختبار شعبه <strong>من</strong>ذ اليوم الذي فيه<br />

يؤخذ <strong>من</strong> بينهم الى يوم مجيئه ثانية بقوة ومجد كثير النقاذهم . و<strong>من</strong> فوق جبل الزيتون شاهد المخلص العواصف<br />

المزمعة ان تهب على الكنيسة الرسولية،‏ واذ اخترق ببصره حجب المستقبل شاهد االعاصير العنيفة المدمرة التي<br />

ستهاجم تابعيه في العصور المقبلة،‏ عصور الظالم واالضطهاد . وفي كلمات مختصرة ذات معنى مخيف أنبأهم<br />

بالنصيب الذي سيكيله رؤساء هذا العالم لكنيسة هللا ‏)متى ٢٤ و ٢٢(. فعلى أتباع المسيح ان يسلكوا طريق<br />

االتضاع والعار واأللم نفسه الذي سار فيه سيدهم . فالعداوة التي هوجم بها فادي العالم ستهاجم كل <strong>من</strong> يؤ<strong>من</strong>ون<br />

باسمه.‏ 44.1}{ GC<br />

: ٩ و ٢١<br />

شهد تاريخ الكنيسة االولى على تأكيد اقوال المخلص واتمامها وصدقه ا.‏ فقوات االرض والجحيم اصطفت ضد<br />

المسيح في شخص اتباعه وتالميذه . لقد سبق للوثنية ان رأت انه لو انتصر االنجيل فستزول هياكلها ومذابحها وتدول<br />

دولتها،‏ ولذلك استجمعت كل قواتها وحشدت جيوشها لمالشاة المسيحية،‏ واشعلت ضدها نيران االضطهاد ‏.فجُرد<br />

المسيحيون <strong>من</strong> امالكهم وسُلبت أموالهم <strong>من</strong> بيو تهم وأوطانهم . لقد صبروا ‏”على مجاهدة آالم كثير“‏<br />

‏”تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود ايضاً‏ وحبس“‏ ‏)عبرانيين (، وكثيرون <strong>من</strong>هم ختموا شهادتهم<br />

بدمهم . فالسادة <strong>من</strong>هم والعبيد،‏ االغنياء والفقراء،‏ العلماء والجهالء قُتلوا جميعاً‏ <strong>من</strong> دون رحمة.‏<br />

‏)عبرانيين : ١٠<br />

GC 44.2}{<br />

٣٦ : ١١<br />

٣٢(. وقد<br />

هذه االضطهادات التي بدأت في اثناء حكم نيرون قُبَيل استشهاد بولس ظلت رحاها تدور امدا طويال،‏ تشتد احيانا<br />

وتخف اخرى،‏ وقد ظلت نارها مشتعلة قرون ا.‏ لقد اتهم المسيحيون كذبا بجرائم مخيفة،‏ وأعلن أنهم السبب في كل<br />

الكوارث العظيمة،‏ كالمجاعات واألوبئة والزالزل . واذ صاروا هدفا لكراهية الجماهير وإرتيابهم فقد وقف الوشاة<br />

مستعدين لتسليم أولئك األبرياء للموت طمعاً‏ في الربح القبيح والحصول على المال الملوث بالدماء الزكية . وقد حُكم<br />

علىهم بأنهم متمردون و ثائرون على حكم االمبراطورية وانهم اعداء الدين وآفات المجتمع . وقد طُرح عدد غفير<br />

<strong>من</strong>هم للوحوش الكاسرة أو أحرقوا أحياء في مدرَّ‏ جات األلعاب العامة وساحاتها.‏ وقد صُلب غيرهم،‏ وآخرون ألبسوا<br />

جلود وحوش ضارية وطرحوا طرائد للكالب الوحشي ة.‏ وكان قصاصهم وتعذيبهم فرصة لتسلية الجماهير وإلهائهم<br />

كما لو كانوا يحتلفون بعيد <strong>من</strong> أعيادهم . ولقد اجتمع جماهير غفيرة لكي يمتعوا أنظارهم بتلك المشاهد،‏ وكانوا<br />

يستقبلون عذابات اولئك الشهداء بالضحك والتصفيق.‏ }{45.1 GC<br />

وأنّى ذهب أتباع المسي ح بحثا عن ملجأ يلوذون به كان أعداؤهم يتصيدونهم كما لو كانوا وحوشا ضاربة . ولقد<br />

اضطروا الى االختباء في أماكن موحشة <strong>من</strong>عزلة ‏”معتازين مكروبين مذلين . وهم لم يكن العالم مستحقا لهم . تائهين<br />

في براريَّ‏ وجبالٍ‏ ومغايرَ‏ وشقوقِّ‏ االرض“‏ ‏)عبرانيين و ٣٨(. والتجأ الى السراديب آالف <strong>من</strong>هم . وقد<br />

نُقرت في قلب االرض والصخر دهاليز طويلة تحت التالل خارج مدينة روم ا.‏ وأمتد هذا التيه المظلم المعقد <strong>من</strong><br />

الممرات مسافة أميال طويلة خارج أسوار المدينة . وفي هذه المعتكفات التي تحت االرض كان تالميذ المسيح يدفنون<br />

موتاهم،‏ وفيها كانوا يجدون مسكنا لهم عندما كانت تحوم حولهم الشبهات ويُحكم عليهم بالنفي . وعندما يقيم المعطي<br />

الحياة اولئك الذين قد جاهدوا الجهاد الحسن فسيخرج <strong>من</strong> تلك المقابر المظلمة كثيرون م<strong>من</strong> قد استشهدوا ألجل<br />

المسيح.‏<br />

٣٧<br />

:<br />

١١<br />

GC 45.2}{<br />

ايمان شهود الرب<br />

ظل اولئك الشهود محتفظين بايمانهم طاهرا نقيا تحت أقسى االضطهادات.‏ ومع أنهم حُرموا <strong>من</strong> كل اسباب الراحة<br />

والعزاء ونُفوا بعيدا <strong>من</strong> نور الشمس وعاشوا في جوف االرض المظلمة الحبيبة اليهم فانهم لم ينطقوا بكلمة تذمر أو<br />

شكوى،‏ بل كانوا يشجعون بعضهم بعضا بكلمات االيمان والصبر والرجاء على احتمال العوز والضيق . أن خس ارة

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!