21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

14<br />

يوسيفوس،‏ وسيطهم البشري االخير،‏ واقفاً‏ يتوسل اليهم كانوا هم يصوبون اليه سهامهم . لقد رفض اليهود توسالت<br />

ابن هللا،‏ واآلن فها كل االعتراضات والتوسالت تزيدهم اصراراً‏ على المقاومة الى النهاية . وعبثاً‏ بذل تيطس مساعيه<br />

وجهوده النقاذ الهيكل،‏ فان شخصاً‏ اعظم <strong>من</strong>ه قد اعلن انه لن يُترك فيه حجر على حجر.‏<br />

GC 37.2}{<br />

هذا،‏ وان عناد رؤساء اليهود االعمى والجرائم الكريهة التي ارتكبت في داخل اسوار تلك المدينة المحاصرة<br />

أثارت رعب الرومان وغضبهم . واخيرً‏ ا قرر تيطس االستيالء على الهيكل با لهجوم عليه . ومع ذلك فقد عزم انه<br />

بقدر االمكان ينبغي ان يُحفظ الهيكل <strong>من</strong> الدمار . لكنّ‏ اوامره اهملت.‏ فبعدما اوى الى خيمته ليالً‏ خرج اليهود <strong>من</strong><br />

الهيكل وهاجموا الجنود في الخارج . وفي اثناء الهجوم القى احد الجنود الرومان جمرة مشتعلة <strong>من</strong> النار في الهيكل<br />

<strong>من</strong> خالل فتحة،‏ فاشتعلت النار في الحال في كل حجرات الهيكل المبطنة بخشب االرز . فاندفع تيطس الى هناك يتبعه<br />

قواده وجنوده وامر بان يطفئوا لهيب النار،‏ لكنّ‏ اوامره اغفلت اذ انّ‏ اولئك الجنود في حُمُوّ‏ غضب هم القوا بشعالت<br />

نار في الحجرات المجاورة للهيكل ثم قتلوا بحد السيف اليهود الذين جاءوا ليحتموا فيه . وقد جرت الدماء على درج<br />

الهيكل كالماء،‏ وهلك <strong>من</strong> اليهود آالف فوق آالف . وفوق ضجيج المعركة سُمعت اصوات تصيح قائلة<br />

زال المجد.‏<br />

مشهد مرعب<br />

‏”ايخابود“‏ —<br />

GC 38.1}{<br />

يقول ملمان في كتابه المسمى تاريخ اليهود،المجلد السادس عشر:‏ ‏”لقد وجد تيطس انه يستحيل عليه ان يوقف<br />

غضب جنوده عند حده،‏ فدخل في صحبة ضباطه وعاين ذلك ا لهيكل المقدس <strong>من</strong> الداخل . وقد مألهم جالله وبهاؤه<br />

دهشة،‏ واذ لم تكن النيران قد نفذت الى القدس بذل تيطس آخر جهد النقاذه،‏ فوثب الى األمام وأمر جنوده مرة أخرى<br />

ان يوقفوا تقدم الحريق . وقد حاول ليبراليس قائد المئة ان يرغم الجنود على الطاعة اذ أبرز قضيب رتبته امامهم،‏<br />

ولكن حتى إحترام االمبراطور سقط أمام حقد الرو مان الشديد على اليهود،‏ مما زاد <strong>من</strong> هول المعركة،‏ و<strong>من</strong> النهم الى<br />

السلب والنهب . وقد رأى الجنود كل ما حولهم يتألأل في بريق الذهب الذي كان يخطف االبصار بلمعانه على ضوء<br />

اللهيب المشتعل،‏ فظنوا ان كنوزاً‏ ال تحصى مخبوءة في المقدس.‏ واذ بجندي لم يلحظه احد يدخل ويقذف بمشعل<br />

ملتهب <strong>من</strong> فتحة في الباب،‏ فاشتعلت فوراً‏ النار في كل البناء . واضطر الجنود ان يتراجعوا امام وهج النار والدخان<br />

الذي كاد يعميهم،‏ وهكذا ترك ذلك البناء الفخم الى مصيره.‏ }{38.2 GC<br />

‏”كان <strong>من</strong>ظرا مرعباً‏ للرومان،‏ فما عساه يكون لليهود ! كل قمة التل المشرف على المدينة اشتعلت كالبركان . وقد<br />

انهارت وتهدمت المباني واحد في اثر اآلخر بصوت تحطيم هائل،‏ فابتلعتها الهوة المشتعلة بالنار . والسقوف<br />

المصنوعة <strong>من</strong> خشب االرز كانت تشبه الواحاً‏ <strong>من</strong> اللهب . واالبراج المموهة بالذهب اضاءت في هيئة حراب <strong>من</strong><br />

النور االحمر . واالبراج المقامة على األبواب قذفت الى أعلى أعمدة <strong>من</strong> اللهب والدخان،‏ فأنار ذلك الحريق التالل<br />

المجاورة . وكانت توجد جماعات <strong>من</strong> الناس ملتحفة بالظالم ترقب في جذع عظيم تقدم النار والخراب . وامتألت<br />

االسوار والمرتفعات بوجوه بعضها شاحب <strong>من</strong> فرط اليأس،‏ والبعض اآلخر جَهِّم لعدم جدوى االنتقام.‏ هذا وان<br />

صيحات جنود الرومان وهم يروحون ويجيئون،‏ وزعقات الثوار الذين كانت تلتهمهم النيران اختلطت بحسيس<br />

الحريق وازيز االخشاب الم حترقة المتساقطة كهزيم الرعد . وقد رددت الجبال صدى نشيج الشعب <strong>من</strong> فوق<br />

المرتفعات . وعلى طول االسوار كان يُسمع الجؤار والعويل والضوضاء . والناس الذين كانوا موشكين على الموت<br />

جوعاً‏ استجمعوا ما تبقى في اجسامهم <strong>من</strong> قوة ليطلقوا صرخات حزن وعذاب.‏ }{39.1 GC<br />

‏”كانت المذبحة التي في الداخل اشد والً‏ <strong>من</strong> ال<strong>من</strong>ظر في الخارج . فالرجال والنساء،‏ والكبار والصغار،‏ والثوار<br />

والكهنة،‏ والذين كانوا يحاربون والذين كانوا يتوسلون ويسترحمون ... الجميع قتلوا بحد السيف في مذبحة عامة بال<br />

تمييز . وكان عدد القتلى يربو على عدد قاتليهم . وكان على جنود الرومان ان يتسلقوا فوق اكوام جثث القتلى ليقتلوا<br />

االحياء الباقين“‏ .)٢( 40.1}{ GC

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!