21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

146<br />

الشرور متفشية،‏ ولكن كانت تعوزه الشجاعة والقوة لصده ا.‏ وكان كالم الملك الكسول االناني أصدق تصوير للهالك<br />

الذ ي كان موشكا أن يحل بفرنسا عندما قال:‏ ‏”و<strong>من</strong> بعدي الطوفان!“.‏ }{313.1 GC<br />

عندما استعانت روما بحسد الملوك والطبقات الحاكمة أثرت عليهم حتى يبقوا الشعب في عبوديته،‏ اذ كانت تعلم<br />

جيدا أن هذا يضعف الدولة،‏ وكانت ترمي <strong>من</strong> وراء تلك الوسيلة الى ابقاء الح كام تحت نير عبوديته ا.‏ وبسياستها<br />

الواعية والبصيرة بالعواقب أحست أنها لكي تستعبد الناس استعبادا فعاال ينبغي أن تكبل نفوسهم،‏ وأن الطريقة االكيدة<br />

ل<strong>من</strong>عهم <strong>من</strong> االفالت <strong>من</strong> عبوديتهم هي جعلهم غير أهل للحرية . لقد كان االنحطاط االخالقي أرهب أضعافا مضاعفة م<br />

ن اآلالم الجسدية التي نجمت عن سياسته ا.‏ واذ حُرم الشعب <strong>من</strong> الكتاب المقدس وتُركوا لتعاليم التعصب واالنانية فقد<br />

لُفوا في أكفان الجهالة والخرافات وغاصوا في أعماق الرذيلة،‏ بحيث غدوا غير مؤهلين لحكم أنفسهم.‏<br />

GC<br />

{<br />

314.1}<br />

حصاد بالدم<br />

لكنّ‏ نتائج هذا كله أتت مخت لفة اختالفا بينا عن كل ما كانت تقصده روما أو ترمي اليه . فبدال <strong>من</strong> أن يبقي عملُها<br />

عامةَ‏ الشعب خاضعين خضوعا أعمى لتعاليمها صيّر الناس ملحدين وثوار ا.‏ لقد احتقروا الكاثوليكية اذ اعتبروها<br />

احتياال . ورأوا في االكليروس عصابة تظلمهم وتستعبدهم . واالله الوحيد الذي عرفوه كان اله روما،‏ وكانت تعاليمها<br />

هي دينهم الوحيد . واعتبروا أن طمعها وقسوتها هما ثمرة الكتاب المقدس الشرعية ولذلك رفضوا الكتاب .<br />

GC {<br />

314.2}<br />

صوَّ‏ رت روما صفات هللا أسوأ تصوير وحرَّ‏ فت مطالبه،‏ وها هم الناس اآلن يرفضون الكتاب المقدس ومبدع ه.‏<br />

وطلبت <strong>من</strong> الناس أن يؤ<strong>من</strong>وا ايمانا أعمى بعقائدها مدَّعية أنها مصادق عليها <strong>من</strong> الكتاب . وكان رد الفعل على ذلك أن<br />

فولتير وجماعته نشروا سموم الكفر في كل مكان بعدما ألقوا بكلمة هللا جانب ا.‏ لقد سحقت روما جماهير الشعب تحت<br />

قدميها الحديديتين،‏ واذ انقلبوا على طغيانه ا بعدما انحطوا وتوحشوا ألقوا عنهم كل رادع . فاذ ثار غضبهم على ذلك<br />

الخداع البراق الذي قدموا له والءهم طوال ذلك الز<strong>من</strong> رفضوا الحق والكذب معاً؛ واذ ظنوا واهمين أن الخالعة هي<br />

حرية ابتهج عبيد الرذيلة بحريتهم المزعومة.‏ }{315.1 GC<br />

عند بدء الثورة تنازل الملك معطيا الشعب حق التمثيل بحيث يتفوقون على النبالء واالكليروس معا؛ وهكذا<br />

رجحت كفتهم،‏ لكنهم لم يكونوا مستعدين أن يستخدموا تلك الميزة بحكمة واعتدال . فاذ كانوا يتوقون الى التعويض<br />

عن المظالم التي حلت بهم عولوا على الشروع في تكوين المجتمع <strong>من</strong> جديد . فذلك الشعب المعتدى عليه،‏ الذين كانت<br />

عقولهم ممتلئة بذكريات المظالم المريرة الطويلة التي حاقت بهم،‏ عولوا على أن يحدثوا انقالبا في حالة البؤس التي<br />

ما عادوا قادرين على احتمالها،‏ وان يثأروا النفسهم <strong>من</strong> اولئك الذين اعتبروهم علة شق ائهم وآالمهم . لقد نقل<br />

المضطهدون الدرس الذي قد تلقوه تحت الطغيان،‏ فصاروا مضطهدين ل<strong>من</strong> قد اضطهدوهم.‏ }{315.2 GC<br />

حصدت فرنسا التعسة بالدم البذار الذي زرعته . وكانت نتائج خضوعها لسلطان روما وسيطرتها رهيبة،‏ ففي<br />

المكان الذي فيه نصبت فرنسا أول ركيزة لحرق الشهداء عند بدء االصالح بايعاز <strong>من</strong> الكاثوليكية أقامت الثورة أول<br />

مقصلة لها.‏ وفي البقعة نفسها التي أحرق فيها الشهداء البروتستانت االولون في القرن السادس عشر سقطت أولى<br />

ضحايا المقصلة في القرن الثا<strong>من</strong> عشر . ان فرنسا اذ قاومت االنجيل الذي كان يمكن أن يأتيها بالشفاء فتحت الباب<br />

لاللحاد والدمار.‏ فعندما ألقي بروادع شريعة هللا جانبا وُ‏ جد أن قوانين الناس غير كافية لصد سيول الغضب البشري<br />

القوية الجارفة،‏ فانساقت االمة في تيار الثورة والفوضى.‏ والحرب التي ثارت ضد الكتاب المقدس بدأت عهدا يدعوه<br />

تاريخ العالم ‏”عهد الرعب“.‏ لقد نُفي السالم والسعادة بعيدا <strong>من</strong> بيوت الناس وقلوبهم . ولم يكن أحد يحس بالطمأنينة،‏<br />

فالذي يكون <strong>من</strong>تصرا اليوم يُشك فيه ويدان غد ا.‏ لقد كان للظلم والقسوة والشهوة سيادة ال ينازعها فيها <strong>من</strong>ازع.‏ { GC<br />

315.3}

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!