21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

141<br />

استخالص تلك الحقوق التي يعتز بها و يقدسها كل قلب بشري سُفكت دماؤهم في كثير <strong>من</strong> المعارك الحامية الوطيس<br />

. لقد اعتبر البروتستانت طريدي العدالة،‏ وكانت تعطى جوائز ل<strong>من</strong> يأتون برؤوسهم،‏ فكانوا يطاردون كما تطارد<br />

الوحوش.‏ 302.2}{ GC<br />

ان ‏”الكنيسة في البرية“،‏ البقية القليلة الباقية <strong>من</strong> ذرية المسيحيين االولين الذ ين ظلوا باقين في فرنسا في القرن<br />

الثا<strong>من</strong> عشر والذين كانوا يختبئون في جبال الجنوب،‏ ظلوا على والئهم اليمان آبائهم.‏ واذ كانوا يتجرأون على<br />

االجتماع على سفح جبل أو في أرض سبخة <strong>من</strong>عزلة كان الجنود والفرسان يطاردونهم ويوثقونهم الى السفن ليظلوا<br />

أرقاء فيها مدى الحياة.‏ فاولئك الذين كانوا أنقى الناس في فرنسا وأعظمهم ثقافة وذكاء وعبقرية كانوا<br />

يكبلون ويعذبون عذابات رهيبة ويحشرون بين اللصوص والقتلة )٢٤٢(. وآخرون م<strong>من</strong> كانوا يعاملون ببعض<br />

الرحمة كانوا يقتلون رميا بالرصاص <strong>من</strong> دون أن يرثي لهم أحد حين كانوا،‏ وهم عزَّ‏ ل <strong>من</strong> السالح وعاجزون تماما،‏<br />

يجثون على ركبهم للصالة.‏ وكان مئات <strong>من</strong> الرجال الطاعنين في السن والنساء اللواتي ال حيلة لهن في الدفاع عن<br />

أنفسهن واالوالد االبرياء يتركون قتلى على االرض في مكان اجتم اعهم للصالة.‏ واذ كان بعضهم يعبرون سفوح<br />

الجبال أو الغابات لم يكن أمرا غير مألوف أن يجدوا ‏”بعد كل أربع خطوات جثثا مبعثرة في المروج أو أجساما معلقة<br />

على االشجار“.‏ فأرضهم التي أقفرها السيف أو الناس أو النار ‏”استحالت الى برية واسعة كئيبة“.‏ ‏”هذه الفظائع سُنَّت<br />

لها قوانين ... ليس في عصر مظلم بل في الفترة الزاهرة الجميلة في ابان حكم الملك لويس الرابع عشر،‏ فلقد انتشر<br />

العلم حينئذاك وازدهرت العلوم المختلفة،‏ وكان علماء الالهوت في البالط الملكي وفي العاصمة رجاال علماء<br />

وفصحاء،‏ وكانوا يتظاهرون بالوداعة واالحسان وحب الخير“‏ )٢٤٣(. }{302.3 GC<br />

أبشع الجرائم<br />

لكنّ‏ مذبحة سان بارثلوميو سطرت خطوطا أشد سوادا <strong>من</strong> دجى الليل في سجالت الجرائم وكانت أرهب عمل<br />

يمكن أن ترتكبه الشياطين مدى العصور المخي فة ‏.وال يزال العالم يذكر بخوف ورعب عظيم مشاهد ذلك الهجوم<br />

الدال على النذالة والقسوة والجبن . فملك فرنسا أباح ذلك العمل الرهيب تحت الحاح كهنة روما وأساقفته ا.‏ وقد كانت<br />

اشارة البدء في تلك المذبحة دقات االجراس في سكون الليل . ان آالفا <strong>من</strong> البروتستانت اذ كانوا نائمين باطمئنان<br />

وسكون في بيوتهم مستندين الى عهد الشرف باالمان <strong>من</strong> فم مليكهم سُحبوا بال سابق انذار وقتلوا بكل قسوة <strong>من</strong> دون<br />

أن يعطف عليهم قلب انسان.‏ }{304.1 GC<br />

وكما كان المسيح هو القائد غير ال<strong>من</strong>ظور لشعبه في خروجهم <strong>من</strong> عبودية مصر،‏ كذلك كان الشيطان هو قائد<br />

رعاياه غير ال<strong>من</strong>ظور في هذا العمل الرهيب الذي فيه تضاعف عدد شهداء الحق . وقد ظلت المذبحة قائمة في باريس<br />

سبعة أيام كاملة،‏ وفي خالل الثالثة أيام االولى زاد غضب اولئك القاتلين واهتياجهم الى حد فاق كل تصور . ولم<br />

تقتصر تلك المذبحة على المدينة وحدها،‏ فالملك أصدر أمرا خاصا بأن تمتد لتشمل كل المقاطعات والمدن حيث<br />

يعيش البروتستانت . ولم تراع حرمة السن أو الجنس . فلم يبقو ا على طفل بريء وال على رجل أشي ب ‏.لقد قُتل<br />

االشراف والفالحون ، الكبار والصغار،‏ واالمهات وأطفالهن مع ا.‏ وظلت تلك المذبحة قائمة في جميع أنحاء فرنسا<br />

شهرين كاملين،‏ فهلك <strong>من</strong> زهرة االمة وأفضل رعاياها سبعون ألفا.‏ }{305.1 GC<br />

مظاهر التعظُّم<br />

‏”ولما بلغت أنباء تلك المذبحة أسماع روما ابتهج رجال االكلي روس ابتهاجا فاق كل الحدود . وقد كافأ كاردينال<br />

اللورين الرسول الذي حمل اليه ذلك الخبر بأن أعطاه ألف جنيه ذهب ا.‏ ودوت طلقات مدافع سان أنجيلو فرحا<br />

وابتهاجا،‏ كما تجاوبت أصوات نواقيس الكنائس <strong>من</strong> كل مكان،‏ وأحالت شعالت النار الليل البهيم الى نهار،‏ كما سار<br />

البابا غريغوريوس الثالث عشر في موكب طويل يحف به الكرادلة وغيرهم <strong>من</strong> أحبار االكليروس الى كنيسة سان<br />

لويس حيث كان كردينال اللورين ينشد نشيد الشكر،‏ وقد سُكّ‏ وسام الحياء ذكرى تلك المذبحة،‏ وال تزال توجد في

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!