21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

اشراق النور في باريس<br />

اقتضت عناية هللا أن تقدم الى مدينة باريس دعوة اخرى لقبول االنجيل.‏ لقد رفضت دعوة ليففر وفارل،‏ لكنّ‏ كل<br />

الناس <strong>من</strong> كل الطبقات في تلك العاصمة كانوا سيسمعون الرسالة <strong>من</strong> جديد . أما ا لملك فاذ كان متأثرا باعتبارات<br />

سياسية لم يكن ينحاز الى روما تماما ضد االصالح . وأما مرغريت فكانت ال تزال متشبثة باالمل في أن<br />

البروتستانتية ستنتصر في فرنسا.‏ فعزمت على أن تأمر بالكرازة بالعقيدة المصلحة في باريس . ففي أثناء غياب<br />

الملك أمرت خادما بروتستانتيا بان يبشر في كنائس العاصمة . واذ <strong>من</strong>عت السلطات البابوية هذا فتحت االميرة أبواب<br />

القصر على سعته ا.‏ فأعدت حجرة كبيرة لتكون قاعة لإلجتماعات،‏ وأعلن أنه في ساعة معينة <strong>من</strong> كل يوم ستلقى<br />

عظة،‏ ودُعي الناس <strong>من</strong> كل الطبقات والمراكز للحضور،‏ فتق اطرت جماهير الشعب لحضور الخدمة . واذ ضاقت<br />

القاعة بجماهير الشعب تجمَّع الناس في غرف االنتظار والردهات . وكانوا يجيئون الى هناك كل يوم بااللوف،‏ <strong>من</strong>هم<br />

النبالء والساسة والمحامون والتجار والصناع . وبدال <strong>من</strong> أن ي<strong>من</strong>ع الملك هذه االجتماعات فقد أمر بفتح كنيستين <strong>من</strong><br />

كنائس باريس.‏ ولم يسبق لتلك المدينة أن تأثرت بكلمة هللا كما حدث حينئذ . وقد بدا وكأن روح الحياة قد نزل <strong>من</strong><br />

السماء ليرف على ذلك الشعب . كما حلت القناعة والزهد والطهارة والنظام والجد والعمل مكان السكر والخالعة<br />

وال<strong>من</strong>ازعات والخصومات والبطالة.‏ }{247.2 GC<br />

لكنّ‏ االحبار البابويين لم يقفوا مكتوفي االيدي . كان الملك ال يزال يرفض التدخل اليقاف الكرازة فاتجهت<br />

السلطات الدينية الى الشعب،‏ ولم ِّ تدّخّر وسيلة إلثارة مخاوف الجموع الجهلة المتعلقين بالخرافات وتعصبهم . واذ<br />

خضعت باريس في جهلها لمعلميها الكذبة فانها كاورشليم في القديم لم تعرف زمان افتق ادها وال ما هو لسالمه ا.‏<br />

ودام التبشير بكلمة هللا في العاصمة . سنتين،‏ و مع ان كثيرين قبلوا االنجيل فان االكثرية الساحقة <strong>من</strong> الشعب رفضوه<br />

. وكان فرنسيس االول قد تظاهر بالتسامح لكي يخدم اغراضه،‏ فافلح البابويون في استعادة سيادتهم.‏ ومرة أخرى<br />

أغلقت الكنائس وأعدت النار لحرق الهراطقة.‏ }{248.1 GC<br />

كان كلفن ال يزال في باريس يعدّ‏ نفسه بالدرس والتأمل والصالة لعمله وخدماته العتيدة . و<strong>من</strong> فرط مواظبته على<br />

نشر النور حامت حوله الشكوك . وقد حاولت السلطات أن تحرقه بالنار . وكان يظن نفسه في معتكفه في <strong>من</strong>أى عن<br />

الخطر،‏ واذا ببعض اصدقائه يهرولون مسرعي ن اليه ليخبروه بان بعض الضباط هم في طريقهم اليه ليلقوا القبض<br />

عليه . وفي تلك اللحظة سُمع قرع عنيف على الباب الخارجي . ولم تبق لديه برهة واحدة ليضيعه ا.‏ وقد أبقى بعض<br />

أصدقائه أولئك الضباط واقفين على الباب في حين ساعد آخرون على انزال المصلح <strong>من</strong> إحدى النوافذ،‏ فأسرع<br />

خارجا الى أطراف المدينة . وقد لجأ الى كوخ عامل <strong>من</strong> أصدقاء االصالح فتنكر بثياب مضيفه ووضع فأسا على<br />

كتفه واستأنف رحلته.‏ واتجه في سيره نحو الجنوب الجئاً‏ الى أمالك مرغريت مرة أخرى )٢٠٢(. }{248.2 GC<br />

تحت حماية االصدقاء<br />

ظل في ذلك المكان بضعة أشهر تحت حماية أصدقاء أشداء،‏ وش غل في الدرس كما فعل <strong>من</strong> قبل ذلك . لكنه كان<br />

قد آل على نفسه أن يبشر فرنسا،‏ ولذلك لم يستطع أن يظل عاطال وقتا طويال . فحالما خفت شدة العاصفة قليال ذهب<br />

يبحث عن حقل جديد للخدمة في بواتييه التي تضم جامعة وحيث كان الناس قد بدأوا يعتنقون اآلراء الجديدة ويقبلونه<br />

ا.‏ وكان أناس <strong>من</strong> كل الطبقات يصغون الى رسالة االنجيل بفرح . لم يكن التبشير علنيا بل كان يعقد االجتماع في بيت<br />

كبير القضاة،‏ في محل اقامته،‏ واحياناً‏ في أحد المتنزهات . وكان كلفن يشرح كالم الحياة االبدية لكل <strong>من</strong> رغبوا في<br />

سماع أقواله . وبعد وقت اذ زاد عدد السامع ين ارتُئي أن يجتمعوا خارج المدينة لضمان سالمتهم . وكان يوجد كهف<br />

في جانب ممر عميق ضيق حولته االشجار والصخور المشرفة الى معتكف محجوب عن العيون،‏ فاختاروه ليعقدوا<br />

فيه اجتماعاتهم . وكانوا جماعات صغيرة متخذين طرقا مختلفة . في هذه البقعة ال<strong>من</strong>عزلة كان الك تاب المقدس يُقرأ<br />

115

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!