21.04.2023 Views

من الملكیة إلى_

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

ا جرماً ماء والذين ما كانوا يجدون من يصغي إلى شكواهم ‏ هذه كلها غدت جزءاً من النظام القائم ومن طبيعة الأشياء» ء وبدت وكأنها عرف عتيق قبل أن تبلغ من العمر بضعة أسابيع. وفوق ذلكء فإن وجهاً مقيتاً مخوفاً انتهى إلى أن يصبح مألوفاً جداً حتى لكأن أبصار الناس ما انفكت تقع عليه منذ بدء الخليقة ‏ هو وجه تلك الأنثى الماضية الحدّ التي يدعونها «المقصلة». كانت موضوع مُجون الناس وهزلهم. فهي خير دواء للصداعء وهي تحول بين الشيب وبين الشعر على نحو لا يخطئ أبداًء وهي تخلع على البشرة نعومة خاصة» وهي «الشفرة القومية» التي تحلق أنعم ما تكون الحلاقة. كان الذي يقبل المقصلة يطل من النافذة الصغيرة ويعطس في الكيس . كانت إمارة من إمارات تلق الجنس البشري خلقاً جديداً . لقد أبطلت الصليب وحلّت محله. كانت أنماط منها تزيّن صدوراً نُزعت عنها الصليان» وكان القوم يحنون الرؤوس لها ويؤمنون بها حيثما أنكروا الصليب وكفروا به. لقد قطعت من الرؤوس عدداً كبيراً إلى حد جعلها وجعل الأرض التي دنّستهاء أكثر ما دنستهاء حمراء عفنة. كانت تُمَكَك أجزاءً؛ مثل دميةٍ لُغْزٍ لشيطان فتى» ثم تُجمع أجزاؤها من جديد كلما استدعى والصالح.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

سياسية فوضى إىل الملكية <strong>من</strong><br />

103<br />

ا.‏ فهل يرضون بحصر الحرية الدينية في نطاق ضيق ؟ أو يرضون بان يشاع بان االصالح لن يكون له مهتدون<br />

جدد،‏ أو انه قد احرز آخر انتصاراته،‏ وانه اينما كان سلطان روما وسيادتها في الوقت الراهن فستدوم تلك السيادة ؟<br />

وهل كان يمكن أن يتبرأ المصلحون <strong>من</strong> دماء مئات وألوف الناس الذين تبعا لهذه التسوية كانوا سيسلمون أرواحهم في<br />

اراض خاضعة لحكم البابوية؟ في تلك الساعة الحرجة العظيمة كان معنى هذا انهم يخونون قضية االنجيل وحريات<br />

العالم المسيحي“‏ )١٦٢(. لقد كانوا ‏”يفضلون على هذا تضحية كل شيء حتى امالكهم وتيجانهم وحياتهم“‏<br />

GC 222.1}{ .)١٦٣(<br />

قال االمراء:‏ ‏”لنرفض ه ذا المرسوم . ففي ما يختص بالضمير ال سلطان لالغلبية“.‏ وقد أعلن المبعوثون قائلين:‏<br />

‏”اننا مدينون بالسالم الذي تنعم فيه االمبراطورية لمرسوم عام ، فاذا ألغي فال بد <strong>من</strong> حدوث اضطرابات<br />

وانقسامات في الماني ا.‏ ان المجلس عاجز عن عمل شيء أكث ر <strong>من</strong> ابقاء الحرية الدينية الى أن ينعقد المجمع“‏<br />

)١٦٤(. ان <strong>من</strong> واجب الدولة ان تحرص على حرية الضمير،‏ وهذا هو مدى سلطانها في المسائل الدينية .<br />

فكل حكومة علمانية تحاول تنظيم الممارسات الدينية أو ترغم الناس على حفظها بواسطة السلطة المدنية انما تضحي<br />

بنفس المبد أ الذي الجله حارب المسيحيون االنجيليون وكافحوا بكل شجاعة.‏<br />

GC 222.2}{<br />

١٥٢٦<br />

ولقد عقد البابويون العزم على القضاء على ما أسموه ‏”عناداً‏ جريئاً“،‏ وبدأوا بمحاولة ايقاع االنقسامات بين<br />

معاضدي االصالح وبادخال الخوف الى قلوب <strong>من</strong> لم يجاهروا ب<strong>من</strong>اصرته . اخيرا دعي ممثلو المدن الحرة للمثول<br />

أمام المجلس وطلب <strong>من</strong>هم اعالن ما اذا كانوا يرضون بشروط االقتراح أم ال،‏ فطلبوا التأجيل لكنّ‏ طلبهم رُ‏ فض . وعند<br />

االمتحان وقف ما يقرب <strong>من</strong> نصف عددهم يناصرون المصلحين . وأولئك الذين رفضوا تضحية حرية الضمير وحق<br />

الفرد في ان يكون له حرية رأي عرفوا جيدا أن تصرفهم سيجعلهم هدفاً‏ لالنتقاد واإلدانة واالضطهاد . وقد قال أحد<br />

ال<strong>من</strong>دوبين:‏ ‏”علينا اما ان ننكر كلمة هللا أو أن نُحرَ‏ ق“‏ )١٦٥(.<br />

وقفة االمراء ِّ المشرّفة<br />

GC 223.1}{<br />

رأى الملك فرديناند الذي ناب عن االمبراطور في حضور المجلس ان المرسوم قد تنجم عنه انقسامات خطيرة ما<br />

لم يقتنع االمراء بقبوله وتأييده . ولذلك لجأ الى قوة االقناع اذ كان يعلم جيدا ان االلتجاء الى العنف والقوة مع مثل<br />

اولئك الرجال لن يزيدهم اال اصرار ا.‏ ولذلك ‏”التمس <strong>من</strong> االمراء قبول المرسوم مؤكدا لهم ان ذلك سيجعل<br />

االمبراطور راضيا عنهم غاية الرضى“.‏ لكنّ‏ هؤالء الرجال اال<strong>من</strong>اء كانوا يعترفون بسيادة أعظم وأسمى <strong>من</strong> سيادة<br />

الحكام االرضيين،‏ ولهذا أجابوه برصانة:‏ ‏”اننا مستعدون الن نطيع االمبراطور في كل ما يؤول الى اقرار السالم<br />

وتمجيد هللا واكرامه“‏ )١٦٦(.<br />

GC 223.2}{<br />

اخيرا اعلن الملك أمام المجلس قائال لل<strong>من</strong>تخب و اصدقائه:‏ ‏”ان المرسوم أوشك أن يصبح في صورة ارادة<br />

امبراطورية،‏ وانه لم يبقَ‏ أمامهم اال الخضوع لالغلبية“.‏ قال هذا ثم انسحب <strong>من</strong> المجمع،‏ وبذلك لم يعطِّ‏ للمصلحين<br />

مجال للمداولة أو التشاور أو حتى تقديم جواب.‏ ‏”وعبثاً‏ ارسلوا وفداً‏ الى الملك ليتوسلوا اليه أن يعود“.‏ أجابهم قائال:‏<br />

‏”لقد بات االمر مقرراً،‏ ولذلك فلم يبق أمامكم اال الخضوع“‏ )١٦٧(.<br />

GC 223.3}{<br />

كان رجال الحزب االمبراطوري مقتنعين ان االمراء المسيحيين سيظلون متمسكين بالكتاب المقدس على انه<br />

اسمى <strong>من</strong> العقائد والتعاليم البشرية ومطاليبها،‏ كما كانوا عالمين ايضا انه اينما اع تنق الناس هذا المبدأ انهار سلطان<br />

البابوية.‏ ولكنهم كغيرهم <strong>من</strong> آالف الناس <strong>من</strong>ذ ذلك الحين اذ ‏”كانوا ينظرون الى االشياء التي تُرى“‏ كانوا يخدعون<br />

انفسهم قائلين ان دعوى االمبراطور والبابا قوية،‏ أما دعوى المصلحين فضعيفة . فلو استند المصلحون الى المعونة<br />

البشرية وحدها الصبحوا عاجزين كما قد ظنهم البابويون . ولكنهم مع قلة عددهم ومع انهم كانوا <strong>من</strong>شقين على روما<br />

كانت لهم قوتهم . لقد استأنفوا ‏”<strong>من</strong> قرار المجلس الى كلمة الحق و<strong>من</strong> االمبراطور شارل الى يسوع المسيح ملك<br />

الملوك ورب االرباب“‏ )١٦٨(.<br />

GC 224.1}{

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!