17.08.2018 Views

Kolanas

Kolanas

Kolanas

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

‏"قانون القومية"..."وثيقة االستقالل"‏ وتزوير التاريخ!‏<br />

‏"في العصر الحديث،‏ سعى المؤرخون وعلماء اآلثار الصهاينة إلى إعادة كتابة التاريخ،‏ أي<br />

تغيير الحقائق التاريخية،‏ مناقضين بذلك حتى النصوص التوراتية.‏ وال يتجلى هذا التزوير<br />

للتاريخ من خالل ‏"قانون القومية"‏ الذي أصرّ‏ رئيس الحكومة اإلسرائيلية،‏ بنيامين نتنياهو،‏<br />

على سنه،‏ الشهر الماضي،‏ وإنما من خالل ‏"وثيقة االستقالل"‏ أيضً‏ ا"‏<br />

بنت احلركة الصهيونية أيديولوجيتها<br />

على أساطري التوراة،‏ اليت تعترب بنظر<br />

الكثريين أنها نصوص دينية.‏ ومع تطور<br />

الفكر الصهيوني،‏ راح منظرو الصهيونية<br />

وقادتها ينسجون خرافات فوق األساطري.‏<br />

وتوصل الباحثون يف ‏"التاريخ التوراتي"‏ إىل<br />

أنه مت وضع نصوص التوراة،‏ اليت تتناول<br />

فرتات تارخيية تعود إىل القرن العاشر<br />

قبل امليالد،‏ يف فرتة متأخرة،‏ يف القرن<br />

السادس أو اخلامس قبل امليالد،‏ بادعاء<br />

خدمة غايات وقت كتابة هذه النصوص.‏<br />

واستند كتبة التوراة إىل روايات شفوية<br />

متناقلة حلكايات وأساطري شعبية،‏ جزء<br />

كبري منها مستوردة إىل فلسطني،‏ أو أرض<br />

كنعان.‏<br />

يف العصر احلديث،‏ سعى املؤرخون<br />

وعلماء اآلثار الصهاينة إىل إعادة كتابة<br />

التاريخ،‏ أي تغيري احلقائق التارخيية،‏<br />

مناقضني بذلك حتى النصوص التوراتية.‏<br />

وال يتجلى هذا التزوير للتاريخ من خالل<br />

‏"قانون القومية"‏ الذي أصرّ‏ رئيس احلكومة<br />

اإلسرائيلية،‏ بنيامني نتنياهو،‏ على<br />

سنه،‏ الشهر املاضي،‏ وإمنا من خالل<br />

‏"وثيقة االستقالل"‏ أيضً‏ ا،‏ اليت قرأها<br />

رئيس حكومة إسرائيل األول،‏ دافيد بن<br />

غوريون،‏ يوم اجلمعة،‏ 14 أيار/مايو العام<br />

1948، معلنًا قيام دولة إسرائيل.‏<br />

واعترب الكثري من اإلسرائيليني الذين<br />

انتقدوا سن ‏"قانون القومية"‏ أنه ال حاجة<br />

له،‏ خاصة بوجود ‏"وثيقة االستقالل"،‏<br />

بزعم أنها متنح املساواة جلميع سكان<br />

إسرائيل بدون متييز يف الدين،‏ العرق،‏<br />

أو اجلنس.‏ وخالل اجللسة اخلاصة اليت<br />

عقدتها اهليئة العامة للكنيست ملناقشة<br />

‏"قانون القومية"،‏ يوم األربعاء املاضي،‏<br />

رفعت جمموعة من مؤيدي كتلة ‏"املعسكر<br />

الصهيوني"‏ يف مدرج الضيوف نسخًا من<br />

‏"وثيقة االستقالل"‏ من أجل القول إنه ال<br />

حاجة إىل القانون العنصري اجلديد.‏<br />

كذلك أشار ناشر صحيفة ‏"هآرتس"،‏<br />

عاموس شوكني،‏ إىل ‏"وثيقة االستقالل"،‏<br />

معتربًا أنها تضمن أن إسرائيل ‏"تدأب على<br />

ترقية البالد لصاحل سكانها مجيعًا،‏ وتكون<br />

مستندة إىل دعائم احلرية والعدل والسالم<br />

مستهدية بنبوءات أنبياء إسرائيل.‏ تقيم<br />

املساواة التامة يف احلقوق اجتماعيا وسياسيا<br />

بني مجيع رعاياها من غري متييز يف الدين<br />

والعرق واجلنس".‏ وبذلك يعترب شوكني<br />

وغريه من املعارضني ل"قانون القومية"‏ أن<br />

بإمكان ‏"وثيقة االستقالل"‏ حتقيق املساواة<br />

جلميع املواطنني يف إسرائيل.‏ وهذا الزعم<br />

غري صحيح ومناقض للواقع.‏ إذ أنه يف<br />

األشهر اليت سبقت وتلت صدور هذه<br />

الوثيقة،‏ ارتكبت امليليشيات الصهيونية<br />

اجملازر الرهيبة حبق الفلسطينيني،‏<br />

ونفذت عمليات طردهم من وطنهم،‏<br />

وفرضت احلكم العسكري على الفلسطينيني<br />

الذين بقوا يف وطنهم.‏<br />

هذا يعين،‏ بالنسبة للمواطنني العرب يف<br />

إسرائيل،‏ أن مسألة املساواة وعدم التمييز<br />

ضدهم يف ‏"وثيقة االستقالل"،‏ هي كذبة<br />

بالل ظاهر<br />

كبرية حتاول إسرائيل الرتويج هلا،‏ بينما<br />

هي مارست السياسات العنصرية والقمعية<br />

واالقتالعية حبق األقلية الفلسطينية،‏<br />

منذ قيامها وحتى اليوم،‏ ويبدو أن هذه<br />

السياسات ستتواصل،‏ لدرجة أن العامل<br />

يدينها.‏<br />

من جهة ثانية،‏ ومثل ‏"قانون القومية"‏<br />

متاما،‏ سعت ‏"وثيقة االستقالل"‏ إىل تزوير<br />

التاريخ والرتويج للخرافات الصهيونية<br />

املبنية على األساطري التوراتية.‏ والكلمات<br />

األوىل يف ‏"الوثيقة"‏ هي أنه ‏"نشأ الشعب<br />

اليهودي يف أرض إسرائيل".‏ والكلمات<br />

األوىل يف ‏"قانون القومية"‏ هي أن ‏"أرض<br />

إسرائيل هي املوطن التارخيي للشعب<br />

اليهودي".‏<br />

لكن هذا االدعاء ليس صحيحا تارخييا،‏<br />

وهو أيضا ليس صحيحا حتى وفق ‏"التاريخ<br />

التوراتي"،‏ من دون الدخول يف تاريخ<br />

اليهود،‏ كجماعة دينية،‏ قبل ألفي عام<br />

أو أكثر،‏ والرواية الصهيونية املزعومة هلذا<br />

التاريخ،‏ واليت يفندها مؤرخون وعلماء آثار<br />

يهود.‏<br />

ويؤكد على زور الرواية الصهيونية،‏ يف<br />

هذا السياق،‏ الباحثان يف التاريخ اليهودي<br />

يونتان ودانييل بويارين يف مقاهلما بعنوان<br />

‏"ال وطن إلسرائيل".‏ ويقوالن إن ‏"القصة<br />

التوراتية ليست قصة والدة يف البالد،‏<br />

وإمنا قصة من جاء دائما إىل البالد من<br />

مكان آخر".‏<br />

ويضيف املؤرخ والكاتب عوفري إيالني،‏<br />

يف صحيفة ‏"هآرتس"،‏ قبل أقل من<br />

أسبوعني،‏ أنه ‏"وفقا للتوراة،‏ أرض<br />

امليعاد مل تكن موطن إبراهيم،‏ الذي<br />

جاء من أور ‏)يف العراق(،‏ وال موطن بين<br />

إسرائيل،‏ الذين جاؤوا من مصر.‏ وال<br />

ميكن االعتماد،‏ من جهة،‏ على الوعد<br />

اإلهلي بوراثة البالد،‏ ومن اجلهة الثانية،‏<br />

التحدث عنها أنها ‏’موطن’؛ التناقض هنا<br />

واضح.‏ والتاريخ املعروف يدل أيضا على<br />

أن الشعب اليهودي احلقيقي،‏ بصورته<br />

املعروفة اليوم،‏ وُلد يف الشتات وليس يف<br />

أرض إسرائيل".‏<br />

‏)نُشر املقال يف موقع عرب 48(<br />

‎150‎الجمعة 17 اب 2018

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!